خلال عمليات البناء للجدار الحدودي بين تركيا وسوريا، اكتشف عناصر من الجيش التركي وجود ألغام مزروعة في المنطقة، دون أن تكون محددة بأي من الخرائط التابعة للجيش، والتي تكشف مواقع الالغام التركية بدقة، وفق ما كشفت وثائق نشرها موقع "نورديك مونيتور" الاستقصائي.
وبحسب تلك الوثائق فإن الملازم صالح ألاسو، أبلغ رؤساءه بالجيش في تقرير رسمي في 15 يوليو 2016، أنه تم العثور على 6 ألغام أرضية خلال عمليات البناء الخاصة بالجدار على الحدود التركية السورية، وتحديدا قرب مركز لحرس الحدود في مقاطعة هاتاي التركية.
وأشار الملازم في تقريره، إلى أن تلك الألغام لم تكن موجودة في أي من الخرائط الخاصة بمواقع الألغام التركية المزروعة، مما يعني أنه لم يتم تسجيلها أساسا، أو أن الخرائط الخاصة بها ضاعت.
وتمثل إزالة هذه الألغام مهمة صعبة أمام تركيا الملتزمة باتفاقية حظر استعمال أو تخزين أو إنتاج أو نقل الألغام المضادة للأشخاص، المعروفة باسم "معاهدة أوتوا".
وصدقت تركيا على الاتفاقية في 1 مارس 2004، والتزمت بموجبها بالتخلص من حقول الألغام الأرضية بحلول عام 2014، إلا أنها لم تفلح بالالتزام بوعدها، وطلبت مهلة إضافية لمدة 8 سنوات لإتمام المهمة، وهو ما لم يحدث أيضا.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون لغم أرضي لم يُكتشف بعد في تركيا، إذ لم يتم "تطهير" الآلاف من المناطق الملغومة حتى الآن، فيما لا يوجد بعضها على الخرائط العسكرية.
وتمتلئ الحدود التركية السورية بالألغام الأرضية، التي يصل عددها إلى نحو 615 ألفا، زرعت منذ خمسينيات القرن الماضي، بهدف منع التهريب ومواجهة حزب العمال الكردستاني ومنع عناصره من عبور الحدود.
وقد دمرت أنقرة أكثر من 3 ملايين من الألغام المخزنة لديها، لكنها احتفظت ببعضها لأغراض التدريب.
يذكر أن تركيا علقت أنشطة البحث عن الألغام وإزالتها من منطقها الحدودية، منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011.