في خضم الخلاف المستمر بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، اتخذت الولايات المتحدة خطوة تصعيدية غير مسبوقة تجاه تركيا، التي تصر على شراء دفاعات جوية روسية، الأمر الذي تراه واشنطن "عملا غير مقبول".

والجمعة، كشفت وكالة رويترز نقلا عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن قررت عدم قبول المزيد من الطيارين الأتراك للتدريب على مقاتلات "إف-35"، وهو الأمر الذي كانت الإدارة الأميركية تتوعد به منذ أشهر.

وأوضح المسؤولان أن القرار لا ينطبق، حتى الآن، إلا على الدفعات المقبلة من الطيارين الأتراك وطواقم الصيانة التركية التي تأتي عادة إلى الولايات المتحدة.

ويتدرب نحو 6 طيارين أتراك حاليا في قاعدة لوك الأميركية، كما يعمل 20 تركيا في صيانة الطائرات في القاعدة نفسها.

وسبق لإدارة الرئيس دونالد ترامب أن خيرت أنقرة بين مقاتلات "إف 35" ومنظومة "إس-400" الروسية للدفاع الصاروخي، التي تعتبرها واشنطن تقوض أمن بلادها وحلفائها بحلف "الناتو".

إلا أن تركيا مصرة على ما يبدو على المضي قدما في صفقة شراء أنظمة الدفاع الروسية، وذلك بعدما أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، يوم 22 مايو، أن عسكريين أتراكا يتلقون تدريبا في روسيا على استخدام "إس-400"، مضيفا أن عسكريين من روسيا ربما يأتون إلى تركيا لهذا الغرض.

وكان مشروع قرار قدم لمجلس النواب الأميركي قد طالب، منتصف الشهر الماضي، باستبعاد تركيا من مشروع إنتاج طائرات "إف 35" ووقف بيع هذه المقاتلات لها وفرض عقوبات عليها، إذا أقدمت على شراء منظومة إس-400.

أخبار ذات صلة

تركيا: عرض أميركا الحالي بشأن الباتريوت "مرفوض"
المهلة الأميركية انتهت.. وأردوغان يؤكد: لا تراجع.. قضي الأمر

الضربة الأهم للقوات التركية

وفي هذا الصدد، أوضح الباحث في الشؤون التركية، محمد عبد القادر، أن القرار الأميركي "ليس بسيطا على الإطلاق"، مضيفا أنه "يشكل الضربة الأهم للقوة العسكرية التركية".

وأضاف عبد القادر، في تصريحه لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "تركيا تعاني عجزا واضحا في القوات العسكرية، خصوصا فيما يخص عدد الطيارين، على اعتبار أن الاعتقالات التي جرت في صفوف الجيش بعد المحاولة الانقلابية في يوليو 2016 استهدفت بشكل أساسي القوات الجوية".

وتابع "نتحدث هنا عن تحول كبير في العلاقات العسكرية الأميركية التركية، وأتوقع أن تتضرر العلاقات بين الدولتين إلى ما هو أبعد".

وبشأن ما إذا كان القرار قادرا على إخضاع تركيا للأمر الواقع وجعلها تتراجع عن "الصفقة الروسية"، أوضح الباحث محمد عبد القادر أن الأتراك اتخذوا موقفا واضحا يقضي بالسير في اتجاه تنفيذ الاتفاق مع روسيا، مبينا أن العلاقات بين موسكو وأنقرة تطورت خلال الفترة الماضية "خصوصا في الشق العسكري والاستخباراتي والاقتصادي والسياسي". 

وختم حديثه بالقول "هذا التحول الاستراتيجي في العلاقات قد تدفع القوات العسكرية التركية ثمنه".