أكدت روما، الأربعاء، إطلاق سراح الرهينة الإيطالي أليساندرو ساندريني، الذي خطف قبل أكثر من عامين على الحدود بين تركيا وسوريا، بعد ساعات من إعلان السلطات المحلية في شمال غرب سوريا تسليمها إياه إلى ممثلين عن حكومة بلاده عبر تركيا.
وأعلنت ما تعرف باسم "حكومة الإنقاذ"، التي تعد الواجهة المدنية لهيئة تحرير الشام (النصرة سابقا)، خلال مؤتمر صحفي عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، أنها "حررت" ساندريني من "مجموعة تمتهن الخطف"، بعد توفر معلومات عن وجوده لديها، دون أن تحددها.
وظهر ساندريني خلال المؤتمر الصحفي وهو يجلس خلف طاولة حليق الرأس بينما أرخى ذقنا خفيفة، قبل أن تقله سيارة باتجاه تركيا، وفقما شاهد مصور يتعاون مع وكالة "فرانس برس".
وفي روما، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي في بيان مقتضب أن "مواطننا أليساندرو ساندريني تم إطلاق سراحه إثر عملية منسقة في أرض أجنبية"، من دون أن يسمها.
وقبل مغادرته سوريا، قال ساندريني باللغة الإيطالية للصحفيين إنه خطف في تركيا حين ضل طريقه إلى الفندق في شوارع مدينة أضنة.
وقال: "في لحظة معينة، شعرت بأن أحدا يضع شيئا على وجهي. شعرت بالدوار وفقدت وعيي"، مضيفا: "استيقظت في غرفة حيث كان يوجد شخصان مسلحان ومقنعان".
وذكر أحمد لطوف المسؤول في "حكومة الإنقاذ" خلال المؤتمر الصحفي، أن ساندريني كان مخطوفا لدى "مجموعة تمتهن عمليات الخطف"، لم يفصح عنها أو مكان احتجازه.
وأفاد أنه بعد التفاوض معها عبر "مخبرين"، تم "تحرير الرهينة (..) وتواصلنا على الفور مع الجهات المعنية لإجراء عملية التسليم أصولا إلى حكومة بلاده"، نافيا حدوث "تواصل مباشر" مع الحكومة الإيطالية.
وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب التي تتعرض منذ نهاية أبريل لغارات كثيفة تشنها طائرات سورية وأخرى روسية، رغم كون المنطقة مشمولة باتفاق روسي تركي تم التوصل إليه في سبتمر، ولم يتم استكمال تنفيذه.
وقال جانفرانكو ساندريبي والد الرهينة المحرر بحسب ما نقلت عنه صحيفة "لاريبوبليكا" على موقعها الإلكتروني: "ابني طليق (..) السعادة تغمرني. هذه نهاية كابوس".
وكانت وسائل الإعلام الإيطالية أبقت خبر اختطاف ساندريني طي الكتمان حتى أغسطس 2018.
وخطف الشاب البالغ من العمر 32 عاما في أكتوبر 2016 حين كان يقضي إجازة في تركيا.
وكانت والدته كسرت الصمت الذي أوصت به وزارة الخارجية بعد تلقيها مكالمات هاتفية قصيرة من ابنها.
وظهر ساندريني مع الصحفي الياباني جامبي ياسودا في شريط فيديو نشرته جماعة إرهابية صيف العام 2018، وهما راكعان ويرتديان لباسا برتقاليا، ويقف وراء كل منهما رجلان مسلحان، علما أنه تم إطلاق سراح الياباني في أكتوبر 2018.
وقال في شريط الفيديو: "أرجو مساعدتي، فأنا متعب وسيقتلوني إذا لم يتمّ حل الوضع بسرعة".
ويعد ساندريني الإيطالي الثاني الذي يتم إطلاق سراحه هذا العام، إذ أعلنت روما في أبريل إطلاق سراح سيرجيو زانوتي (57 عاما)، بعد 3 سنوات من اختفائه في تركيا التي قصدها للسياحة.
وفتح مكتب المدعي العام في روما، الذي سيستجوب ساندريني عند عودته إلى إيطاليا، تحقيقا في اختطافه، وعند عودته إلى مسقط رأسه في بريشيا (شمال)، من المرجح أن يتم وضع ساندريني تحت الإقامة الجبرية لأنه ملاحق في دعويين قضائيتين.
وصدرت مذكرة توقيف بحق ساندريني بشبهة حيازته مسروقات ومحاولته بيعها، كما أنه ملاحق بشبهة ارتكاب سرقة مع شريكه في 2016، قبل مغادرته إلى تركيا.
ووفقا لوسائل إعلام إيطالية، فإن مذكرة التوقيف ستستبدل الآن بالوضع تحت الإقامة الجبرية.