تواصل إيران تبني سياسات خبيثة لنشر الفوضى وزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وأحدثها انتحال صفة مواقع عالمية لنشر أخبار كاذبة ومضللة.
وخلصت دراسة أجرتها مجموعة الأبحاث "سيتيزين غروب" بجامعة تورونتو الكندية، إلى أن طهران تدعم شبكات يقوم العاملون فيها بانتحال صفة وسائل إعلام شهيرة، واستخدام حسابات مزورة على تويتر لنشر أخبار مفبركة ومقالات غير صحيحة، لمهاجمة المعارضين لسياسات إيران.
وتعتمد تلك الشبكات على تصميم مواقع شبيهة بالمنصات الإعلامية الأصلية مع بعض الفروقات كأن يكون عنوان الموقع الإلكتروني منتهيا بـnet بدلا من com على سبيل المثال، أو كتابة اسم الموقع بحرف واحد مختلف يصعب تمييز إلا عند التدقيق بشكل كبير.
كذلك يعتمد منفذو الهجمات أسلوب نشر مقال في موقع يحمل اسم نطاق شبيه بموقع شهير، وبعد فترة تغيير الرابط بحيث يقود المستخدم عند النقر إليه بعد مدة إلى الموقع الأصلي للصحيفة، ليظهر الأمر كما لو أن الأخيرة قد حذفت أو أرشفت المقال.
وتستمر العملية حتى بعد حذف المقالات المزيفة، حيث يتم مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي عبر الرابط، الذي اعتمدته مواقع حقيقية أصلية لم تدرك كونها مفبركة.
وتبدو الحسابات المزيفة على تويتر بسيطة وتحمل بيانات شخصية كاذبة، تزعم أن الحسابات لطلاب أو صحفيين أو نشطاء، ولا يوجد على صفحاتهم إلا بضع تغريدات على نطاق ضيق حول عدد قليل من الموضوعات.
وينشغل القائمون على تنشيط هذه الحسابات على التغريد بروابط للمقالات المفبركة، كما أنهم قد يتواصلون في بعض الأحيان مع صحفيين عبر رسائل، لمحاولة حثهم على زيادة تضخيم محتوى بعض الموضوعات، من خلال بالتعليق أو المشاركة.
ومن الأساليب الأخرى، التي قد يتم اعتمادها أيضا في حملة التضليل الإيرانية، اللجوء إلى النشر بكثافة في المواقع التي تمكن المستخدمين من نشر المحتوى الخاص بهم مثل BuzzFeed.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن المشاركة في إعداد الدراسة، غابرييل ليم، قولها إن الموالين لإيران "نشروا قصصا كاذبة على مواقع إخبارية عالمية (مستنسخة)، وقاموا بتضخيمها عبر إضافة تفاصيل غير حقيقية، وخلق شخصيات وهمية".
وأشارت "سيتيزين غروب" إلى أن بصمات طهران واضحة في العملية، إذ أن ما ينشر يندرج ضمن المواقف الرسمية للحكومة الإيرانية والتي نفت أي ارتباط بالعملية والتي أطلق عليها اسم "ذباب مايو الذي لا ينتهي" أو Endless Mayfly.
وقال المتحدث باسم البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، علي رضا مير يوسفي، تعليقا على تورط إيران بالعملية: "هذه الادعاءات ليست إلا جزءا من حملة الدعاية المعادية لإيران".
وأضاف مير يوسفي: "الادعاء بتورط الحكومة الإيرانية في نشر أخبار مزيفة عبر الإنترنت أمر سخيف".
وحسب ما نقلت الصحيفة الأميركية عن خبراء، فإن العملية تتميز بصعوبة تعقبها، الأمر الذي يمنح إيران أفضلية في حربها الإلكترونية ضد معارضيها سواء كانوا دولا أو أفرادا.
وطبقا لبيانات "سيتيزين غروب"، فقد تم تحديد 73 نطاق إنترنت مزيف و135 مقالة و11 هوية مزيفة يقف وراءها المتورطون في العملية.