يواصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سياسة الاستبداد بالرأي وتجاهل الرأي الدولي عندما يتعلق الأمر بمصالح حزبية ضيقة، وهو ما تجلى في موقفه بشأن إعادة الانتخابات البلدية في إسطنبول.

ودافع أردوغان عن القرار الصادر، الاثنين، بإعادة الانتخابات البلدية في إسطنبول، والتي فاز فيها حزب المعارضة الرئيسي، وأصر على أنه لن يرضخ للانتقادات الدولية.

وقال الرئيس التركي خلال تجمع في إسطنبول: "بإذن الله، لن يرضخ شعبنا للتهديدات والضغط"، وفق ما نقلت "فرانس برس".

وردا على تصريحات أميركية بأن "الديمقراطية السليمة" مع انتخابات شفافة تصب في صالح تركيا، أوضح أردوغان: "أولئك الذين يحاولون إطاحة الرئيس الفنزويلي المنتخب لا يمكنهم الحديث عن الديمقراطية"، في إشارة إلى الرئيس نيكولاس مادورو.

وتابع: "أولئك الذين يتجنبون انتقاد الإرهاب الإسرائيلي لا يمكنهم قول أي شيء عن نضالنا من أجل الحقوق".

أخبار ذات صلة

أردوغان ومواجهة أزماته.. السر في "نظرية المؤامرة"

انتقادات واسعة

وفيما يبدو انفصالا عن الواقع، رحب أردوغان بالقرار المثير للجدل بإعادة الانتخابات في إسطنبول، واصفا إياه بأنه "أفضل خطوة" للبلاد.

وقال أردوغان، الذي تلقى حزبه الحاكم ضربة قوية في إسطنبول، فضلا عن أنقرة، خلال اجتماع لأعضاء حزب العدالة والتنمية في البرلمان: "نرى هذا القرار أفضل خطوة من شأنها تعزيز إرادتنا لحل المشكلات ضمن إطار الديمقراطية والقانون".

وفي المقابل، جددت المعارضة رفضها للقرار، لكنها قالت إنها لن تقاطع إعادة الانتخابات.

وقال مرشح المعارضة الفائز ببلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، إن إعادة الانتخابات ضربة قوية للديمقراطية في البلاد، في حين أكد حزب الشعب الجمهوري أنه لن يقاطع الإعادة في إسطنبول.

وامتدت الانتقادات ضد النظام التركي إلى الخارج أيضا، حيث انتقد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قرار إعادة الانتخابات وقال في تصريحات صحيفة: "إرادة الناخبين الأتراك هي فقط من يقرر من يتولى رئاسة بلدية إسطنبول، وإعادة الانتخابات أمر غيرمفهوم لنا".

وقالت كاتي بيري مقررة الشؤون التركية في البرلمان الأوروبي، إن القرار "يضرب مصداقية انتقال السلطة بشكل ديمقراطي عبر الانتخابات".

وأكدت وزارة الخارجية الأميركية، لـ"سكاي نيوز عربية"، أن واشنطن "تدرس عن كثب" ما يجري في تركيا، بعد الإعلان عن إعادة الانتخابات البلدية في إسطنبول.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "أحطنا علما بقرار اللجنة العليا للانتخابات، وندرس الوضع عن كثب، مضيفا أن "العملية الانتخابية الحرة والنزيهة والشفافة هي ركيزة أساسية لأي ديمقراطية".

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية: "نتوقع عندما تجرى عملية انتخابية حرة ونزيهة وشفافة، أن يتم احترامها من قبل جميع الأطراف، حتى يتم الاعتراف بإرادة الناخبين عبر النتائج".

وأضاف أن "تحقيق الديمقراطية السليمة سيكون في صالح تركيا وشركائها، بمن فيهم الولايات المتحدة، وهو أمر يساعد على ضمان حليف مستقر ومزدهر وموثوق".