تنطلق، الخميس، في العاصمة الأميركية واشنطن، أعمال اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، التي تتزامن مع الذكرى السبعين لتأسيس الحلف، حيث ستركز على ملفات مهمة، أبرزها "التعامل مع روسيا" و"مكافحة الإرهاب".
وقالت مصادر لـ"سكاي نيوز عربية، إن جدول أعمال الاجتماع سيتضمن 3 نقاط رئيسية، هي "كيفية التعامل مع روسيا"، ومكافحة الإرهاب، و"تقاسم الأعباء" بشأن تواجد قوات الحلف في مناطق مختلفة من العالم.
ويخيم على الاجتماع، أجواء يصفها مراقبون بـ"الجفاء" بين الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الحلف، وذلك على الرغم من الرغبة المشتركة للطرفين في تجاوز أي تباين في الرؤى، خاصة فيما يتعلق بمسألة تقاسم الأعباء.
وباالنسبة للبند الأول على جدول الأعمال، وهو الخاص بالتعامل مع روسيا، فإن هناك من يرى الاجتماع فرصة جيدة لمناقشة المسارين اللذين يسير عليهما الحلف بشأن روسيا، وهما "الردع والدفاع" و"استمرار الحوار"، والذي ترى مصادر في الحلف أنهما "متلازمان".
وقد دخلت العلاقات بين روسيا ودول الناتو، مرحلة خفض مستوى التعاون قبل نحو عامين، إذ خفضت روسيا وجودها في الحلف واحتفظت بعشرين دبلوماسيا فقط، كما أنها امتنعت عن تعيين سفير لها لدى الحلف منذ عام ونصف، مكتفية بقائم بالأعمال.
وتعد طريقة تعامل روسيا مع جاراتها من أعضاء الناتو، إضافة لدخولها القرم، نقطة الخلاف الرئيسية بين الجانبين، كما أن التدريبات العسكرية التي تنفذها روسيا تثير شكوك ومخاوف دول الحلف.
ومن المتوقع أن تخرج عن الاجتماع "توصية باستمرار التعاون مع الجانب الروسي، نظرا لعدم رغبة الدول في دخول مواجهة مع روسيا".
ويشكل ما يسميه البعض في صفوف الحلف بـ"إصرار الجانب الروسي على التدخل في شؤون الدول أعضاء الناتو، والهجمات الإلكترونية التي تشنها"، أهم التحديات التي سيبحث الوزراء سبل مواجهتها في اجتماعهم المرتقب.
أما البند الثاني على جدول الأعمال، والخاص بسبل مكافحة الإرهاب، فهو الذي يحظى بأعلى درجات التوافق بين أعضاء الحلف.
وسيبحث المشاركون في الاجتماع سبل دعم الدول الأعضاء، وكذلك "الدول التي تحظى بعلاقات إيجابية مع دول الحلف وتخوض مواجهات مع التنظيمات الإرهابية، هذا إلى جانب تعزيز التعاون وممارسة التدريبات المشتركة لمواجهة الإرهاب".
كما سيبحث الاجتماع تقديم الدعم اللازم للقوى الأمنية في أفغانستان.
وفيما يتعلق بالبند الثالث على جدول الأعمال، الخاص بتقاسم الأعباء، فسيبحث الوزراء المشاركون التفاصيل الخاصة بتعهدات مختلف الأطراف في التمويل الدفاعي للحلف، مع وضع حد للنفقات الدفاعية، التي بلغت نحو 40 مليار دولار.