ألقت الفضيحة المفاجأة بشأن اختراق "أجنبي" لهاتف المرشح إلى منصب رئاسة الوزراء الإسرائيلية بيني غانتس، الضوء على مدى التشابه مع الانتخابات الأميركية المثيرة للجدل، التي كان بطلها الرئيس دونالد ترامب.
لكن في إسرائيل يقوم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو حاليا بدور البطولة، بحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
فقد جرى استدعاء مصطلح "التدخل الأجنبي" للمرة الأولى في الانتخابات الإسرائيلية المقررة 9 أبريل، بعدما ذكرت القناة 12 الإخبارية بالتلفزيون الإسرائيلي، الخميس، أن جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) يعتقد أن المخابرات الإيرانية تمكنت من الوصول للمعلومات الشخصية ومراسلات الجنرال السابق، وأن الجهاز أخطره بالاختراق قبل 5 أسابيع.
ونفى غانتس الذي يعد أقوى منافسي نتانياهو في الانتخابات العامة المقبلة، ما ذكرته التقارير الإعلامية، من أن الاختراق المزعوم قد نجم عنه الحصول على أي معلومات حساسة سواء شخصية أو أمنية.
وقال غانتس في تصريحات يوم السبت على خلفية الضربات الإسرائيلية في غزة: "بينما نحن وسط حدث أمني مستمر، ينشر شخص ما قصة (تحتوي على) نميمة سياسية".
وأضاف: "لا أعتقد أن بيني غانتس هو (محور) القصة الآن. لا توجد قضية أمنية فيها. لا تهديد ولا ابتزاز".
وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم حزب "أزرق وأبيض" الوسطي الذي ينتمي إليه غانتس على حزب "ليكود" المحافظ بزعامة نتانياهو.
واتهم حزب "أزرق أبيض" نتانياهو، بالوقوف وراء "تسريب مزاعم" اختراق إيران لهاتف غانتس.
وبالفعل وظف نتانياهو القصة بشكل كبير في حملته الشرسة ضد رئيس الأركان السابق، قائلا إن زعيمي حزب "أزرق أبيض" غانتس ويائير لابيد "يتمتعان بدعم النظام الإيراني".
لكن نتانياهو نفى أن يكون جهاز الأمن العام قد أبلغه مسبقا باختراق المخابرات الإيرانية لهاتف غانتس.
وتقول "هآرتس" إنه يعتقد على شكل واسع أن يكون مساعدي نتانياهو هم الذين أطلعوا الصحافة على المعلومات المدمرة والمحرجة، التي يمكن أن تكون إيران قد حصلت عليها من هاتف غانتس، ومن بينها شريط فيديو جنسي مزعوم لرئيس الأركان السابق مع سيدة.
وأثارت الواقعة سؤالا بشأن مدى اساءة استخدام المعلومات السرية من قبل نتانياهو أو مساعديه، في محاولة تقويض المنافس الرئيسي.
وقالت "هآرتس" إن "استغلال المعلومات الشخصية الحساسة التي تجمعها أجهزة المخابرات واحدة من الخصائص المميزة للدول للأنظمة الاستبدادية، وإذا كان باستطاعة نتانياهو إسقاط غانتس، فلا يمكن لأي سياسي إسرائيلي أن يشعر بالأمان أو الحصانة".
وأشارت الصحيفة إن "نتانياهو لديه قائمة منوعة من الممارسات السيئة التي يمكن أن تلطخ أي حملة انتخابية، وبالفعل أصبحت أداة في يد منافسيه، فرئيس الوزراء يخضع هو وزوجته لتحقيقات بشأن الفساد".
وتحولت الحملات الانتخابية إلى حرب الجميع ضد الجميع، مع محاولة كل طرف إبراز الوجه الفاسد في الطرف الآخر، وتبني "الموضة الأميركية" الجديدة الخاصة بالتدخل الأجنبي في الانتخابات عبر الاختراق الإلكتروني، والاتهامات بعدم الوطنية، "حيث أصبح كل طرف يعتبر انتصار الطرف الآخر كارثة وطنية"، وذلك قبل 3 أسابيع من الانتخابات.