يواجه وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد انتقادات، بعد وفاة طفل المراهقة البريطانية شاميما بيغوم في مخيم سوري.

وكانت بيغوم غادرت لندن وهي في الخامسة عشرة من عمرها في 2015 للانضمام إلى تنظيم "داعش"، وقد ناشدت السلطات البريطانية قبل مولد طفلها السماح لها بالعودة إلى بريطانيا لتنشئته هناك.

إلا أن جاويد ألغى جواز سفرها، قائلا إنها لم تظهر أي علامة على الندم.

وقال زميله في حزب المحافظين، النائب فيليب لي، السبت إنه "قلق للغاية" بسبب معالجة جاويد للقضية.

وأضاف أن بيغوم، التي أصبح عمرها 19 عاما الآن "تحمل آراء كريهة"، إلا أنه وصفها بالطفلة وأنها نتاج المجتمع البريطاني، وأن بريطانيا لديها واجب أخلاقي تجاهها وتجاه طلفها.

"لا أريد أن أفقد طفلا آخر"

وعندما بدأت بيغوم التحدث للمرة الأولى إلى مراسلين قبل ثلاثة أسابيع، قالت إن أول طفلين أنجبتهما منذ انضمامها إلى التنظيم المتطرف توفيا بسبب سوء التغذية ومشكلات صحية أخرى.

وأضافت أنها تريد أن تعود إلى الوطن "كي لا تفقد طفلا آخر".

وأثارت معضلة بيغوم جدلا وطنيا حول كيفية تعاطي لندن مع البريطانيين الذين انضموا إلى المتطرفين، ويسعون الآن إلى العودة بعدما أن خسر التنظيم المتطرف أراضيه في سوريا والعراق.

أخبار ذات صلة

عروس داعش البريطانية تنجب طفلا.. وأسرتها تطلب "العودة"

وتواجه هذا التحدي دول أوروبية أخرى أيضا، في حين بات آخر جيب تحت سيطرة "داعش" في سوريا قاب قوسين أو أدنى من السقوط، ما يدع المقاتلين وزوجاتهم صغيرات السن في معظم الأحيان، دون مكان للاختباء.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تطرق إلى القضية الشهر الماضي، وقال إنه يتعين على الدول الأوروبية الاضطلاع بمسؤولية استعادة هؤلاء ومحاكمتهم.

ويشار إلى أن قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة تحتجز قرابة 800 من مقاتلي تنظيم "داعش".

وتزوجت بيغوم من مواطن هولندي انضم إلى تنظيم الدولة وتم احتجازها منذ ذلك الحين، وقال زوجها الأسبوع الماضي إنه يريد أن يتمكن من العيش في هولندا مع زوجته وطفلهما الوليد الذي توفي.

"كان يمكن إنقاذه"

وفي السياق ذاته، قالت كيرستي ماكنيل المديرة بمنظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانية، إنه كان من الممكن تجنب وفاة الطفل.

وأضافت أن على بريطانيا "الاضطلاع بالمسؤولية إزاء مواطنيها" في سوريا، لمنع مزيد من خسائر الأرواح غير الضرورية.

ولم يعلق جاويد مباشرة على وفاة الطفل.

وقال متحدث باسم الحكومة إن "وفاة أي طفل أمر مأساوي"، وجدد نصيحة الحكومة البريطانية لمواطنيها بتجنب السفر إلى سوريا.