لاتزال نظريات المؤامرة تحوم حول اختفاء الطائرة الماليزية (إم.إتش 370) وهي في طريقها من كوالامبور إلى بكين في الثامن من مارس عام 2014، الحادث الذي أصبح يشكل أكبر لغز في عالم الطيران.

وبمناسبة مرور خمس سنوات على اختفاء الطائرة التي كانت تقل 239 شخصا - 227 من الركاب و 12 من أفراد الطاقم- تحدث خبراء في الطيران عن شخص مجهول كان على متن الرحلة، "خطط بذكاء ثم نفذ الخطة وحاول إيهام أجهزة الرادار بالانحراف عن المسار".

لكن خبيرا في الطيران زعم أن موسكو هي التي خططت ونفذت لهذه العملية، قائلا إن "روسيا اختطفت" الطائرة التابعة للخطوط الجوية الماليزية.

وجاء حديث الخبير في وثائقي أذاعته القناة الخامسة البريطانية، وزعم فيه أن الروس وراء هذه المأساة، في محاولة منهم للفت الانتباه بعيدا عن الصراع في شبه جزيرة القرم التي استولوا عليها في نفس وقت سقوط الطائرة.

وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014، في خطوة ترتب عليها فرض عدة جولات من العقوبات الدولية، وأشعلت  تمردا مواليا لموسكو في شرق أوكرانيا.

دقائق غامضة

بعد 38 دقيقة فقط من إقلاعها، وتحديدا تحليقها فوق بحر الصين الجنوبي، فقدت الطائرة بوينغ 777 الاتصال مع مراقبة الحركة الجوية .

وبعد دقائق اختفت الطائرة من على شاشات المراقبة الجوية. لكن أجهزة الرادار العسكرية تمكنت من تتبع الرحلة التي انحرفت بشكل كبير عن مسار طيرانها، لمدة ساعة أخرى.

وعلى بعد 200 ميل من بدء الرحلة اختفت الطائرة بكاملها قبالة الساحل الشرقي لماليزيا، واكتنف الغموض مصيرها.

يقول الصحافي العلمي جيف وايز: "من كان يقود الطائرة كان على علم بعدم إمكانية تتبع أجهزة الرادار والمراقبة الجوية للطائرة في الفضاء الجوي الميت، وهو ما تم فعله عن عمد".

والفضاء الجوي الميت يعني الفضاء الجوي الذي لا يدور فيه الهواء، أي أن الطائرة حلقت في طبقة من طبقات الغلاف الجوي تكاد تخلو من الهواء.

أخبار ذات صلة

ناشيونال جيوغرافيك "تحل لغز" الطائرة الماليزية

ونقلت صحيفة "مترو" البريطانية مقتطفات عن مداخلة وايز الذي تابع قوله: "حدث هذا بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم. أرادوا أن يتحدث الناس عن شيء آخر، وفجأة تحول اهتمام العالم إلى حادث اختفاء الطائرة".

ورجح الصحفي أن شخصا يحمل الجنسية الروسية كان على متن الرحلة "تدخل في عمل أنظمة الطائرة، وحاول إيهام أجهزة الرادار بالانحراف عن خارج المسار المقرر".

وحاول وايز توطيد زعمه بقوله إنه بعد أربعة أشهر فقط من الحادث، سقطت رحلة ركاب ماليزية بصاروخ أرض جو على شرق أوكرانيا، مضيفا أنها طائرة بوينغ 777، ومن نفس طراز (إم.إتش 370).

ويقال إن الصاروخ الذي أصاب الطائرة أطلق من أراض أوكرانية يسيطر عليها متمردون، موالون لروسيا.

وفي المقابل، قلل خبراء آخرين في مجال الطيران من قوة مزاعم الصحافي العالمي، على الرغم من أنهم قالوا إن "عملا متعمدا" وراء اختفاء الطائرة.

وانتقد الصحافي في مجال الطيران ديفيد ليرماونت مزاعم وايز، قائلا: "إن مثل هذه النظريات رائعة بالنسبة لجيمس بوند، لكنها ليست منطقية في العالم الحقيقي. لكنه لم يكن حادثا. أعتقد إنه عمل مدبر خطط بذكاء ثم نفذت من قبل شخص ما على متن الطائرة".

يذكر أنه في يناير 2017، ألغت ماليزيا والصين وأستراليا عملية بحث تحت الماء في المحيط الهندي، استمرت لمدة عامين، وبلغت تكلفتها 200 مليون دولار أسترالي (141.60 مليون دولار) لعدم العثور على أي آثار للطائرة.

وانتهت عملية بحث ثانية، دامت ثلاثة أشهر، وقادتها أوشن إنفينيتي في مايو العام الماضي لعدم العثور أيضا على أي آثار للطائرة.