لا تزال الحكومة التركية بقيادة الرئيس رجب طيب أرودغان تصر على الوقوف مع إيران بوجه العقوبات الأميركية التي فرضتها واشنطن على طهران عقب انسحاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي.

وبحسب موقع "أحوال"، يرى مختصون بالشأن التركي، أن حكومة حزب العدالة والتنمية "أضحت تناور في علاقاتها الإقليمية وبما في ذلك علاقتها مع إيران، في محاولة مكشوفة لجني مزيد من التنازلات من الطرفين في آن واحد."

وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، قد أوضح مؤخرا أن فرض واشنطن عقوبات ضد إيران قرار خاطئ للغاية، وإن بلدان الاتحاد الأوروبي أيضًا تشاطر بلاده هذا الرأي.

وأكد الوزير على أهمية الرابط الاقتصادي بين الدول، زاعما أن العقوبات الأميركية تؤثر على تركيا، وأن أنقرة تعمل بجد من أجل دفع واشنطن للتخلى عن العقوبات.

وقال جاويش أوغلو في وقت سابق: "لسنا مضطرين للالتزام بالعقوبات التي يفرضها بلد على آخر. ونحن لا نعتبر العقوبات صائبة أيضا".

أخبار ذات صلة

رغم الحظر.. نشر صورة زعيم إيراني معارض وزوجته

وأضاف "عقدنا اجتماعات مع الولايات المتحدة في أنقرة وأبلغناها بصراحة: تركيا تحصل على النفط والغاز من أذربيجان وإيران وروسيا والعراق. إذا لم أشتر من إيران الآن، فمن أين أسد هذه الحاجة؟".

وتصر تركيا على علاقاتها التجارية مع إيران التي تستنزف أموال شعبها على ميليشيات تعمل على زعزعة استقرار دول المنطقة، وربما لا تكون هذه العلاقة غريبة بالنظر إلى أن تركيا تنهج نفس الأسلوب في دعم جماعات متمردة في دول عدة.

ورغم أن العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، غير أن العلاقات التجارية بين طهران وأنقرة بقيت مزدهرة، إذ تشير احصاءات رسمية إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الأشهر التسعة الأولى الماضية بلغ 6.93 مليون طن من السلع غير النفطية بقيمة 3.69 مليار دولار، مسجلا نموا بنسبة 30 في المئة في الحمولة وانخفاضا في القيمة المالية بنسبة 6.63 بالمئة مع الفترة المقابلة من العام الماضي.

وتظهر البيانات الصادرة عن إدارة الجمارك الإيرانية أن تركيا كانت الشريك التجاري العاشر لإيران في العالم خلال تلك الفترة.

ووفقا للبيانات بلغت صادرات تركيا إلى إيران  901.135 طنًا من البضائع بقيمة 1.78 مليار دولار إلى إيران، وشملت الصادرات الموز والتبغ والألياف والقطن وقطع غيار السيارات.

وفي المقابل بلغت الصادرات الإيرانية 6.03 مليون طن بقيمة 1.91 مليار دولار،  وشملت الغاز الطبيعي المسال، والزنك غير المعدني، والألمنيوم والبيتومين.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال في تصريحات سابقة، إن تركيا أبلغت المسؤولين الأميركيين بأنها تعارض العقوبات الأميركية على إيران وأنها ليست ملزمة بتطبيقها.