مع ازدياد الضغوط التي يمارسها النظام الإيراني بحق شعبه في مختلف أوجه الحياة، طفح الكيل بمجموعة من المواطنين الذين هاجموا سيارة تابعة لما يسمى بـ"الشرطة الدينية" في العاصمة طهران، بعدما أوقف عناصرها امرأتين بسبب مزاعم عن "حجابهما غير المحتشم".
وذكر ناشطون في مواقع التواصل أن الحادثة وقعت يوم 15 فبراير الجاري، في حي نارماك شمال شرقي العاصمة الإيرانية، بحسب موقع "راديو آسيا الحرة".
ولسنوات، قامت "الشرطة الدينية" بمضايقة النساء بزعم أنهن لا يحترمن "قوانين الحجاب"، حتى وإن كن يرتدين حجابا بالفعل.
ويملك عناصر الشرطة صلاحية التحذير والاحتجاز والتغريم، ويصل الأمر إلى حد الحكم بالسجن والتعرض للنساء بالعنف اللفظي والجسدي.
وبعدما احتجز عناصر الشرطة الامرأتين، هب الإيرانيون الموجودون في الشارع وهاجموا سيارة الشرطة، وخلعوا إحدى أبوابها، مجبرين عناصرها على إطلاق سراح السيدتين.
وكان رواد مواقع التواصل أول من تحدث عن الواقعة، ونشروا مقاطع فيديو تظهر جانبا من الاشتباك بين المواطنين والشرطة.
وتسلط الحادثة الضوء على الإحباط المتنامي إزاء تصرفات "الشرطة الدينية"، التي يقوم ضباطها بدوريات في الشوارع لفرض قوانين صارمة، بما في ذلك الحجاب، الذي أصبح إلزاميا بعد ثورة 1979.
وأشاد العديد من رواد مواقع التواصل بمن ساعدوا في إطلاق سراح الشابتين، بالرغم من احتمال تعرضهم إلى عنف قوات نظام الملالي.
وقال أحدهم: "شكرا لأولئك الذين كسروا شعور اللامبالاة وتصدوا للشرطة. لو كنا في الأربعين سنة الماضية قد وقفنا مع بعضنا البعض بهذه الطريقة ، لكان وضعنا أفضل بكثير".
من جانبها، أكدت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية وقوع الحادثة، ونقلت عن ضابط في الشرطة قوله، إنه "اضطر إلى إطلاق النار في الهواء لتفريق الحشد الذي كان يعطل عمل الشرطة".
وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها النساء في إيران للمضايقة، التي وصلت إلى حد التعدي اللفظي في بعض الأحيان.
وسجلت في أغسطس 2018 حادثة مماثلة، عندما تصدت امرأة لرجل دين تعدى عليها لفظيا، فردت عليه بكل شجاعة، في حادثة وثقها شريط فيديو شاهده الآلاف.
وخلال العقود الأربعة الماضية، تعرضت عشرات الآلاف من النساء الإيرانيات للمضايقة والاعتقال بسبب ما تعتبره السلطات "سلوكا لا يحترم الحجاب المحتشم".