تتكرر الحوادث على متن الطائرات، مما يضطر الطيارين إلى تغيير مسار الرحلات أو العودة وتأجيل بعضها، إلا أن هناك إجراءات متبعة وقواعد ينبغي الالتزام بها على الأرض وفي الجو، لحماية المسافرين.
وكان آخر هذه الحوادث، هي إقدام شخص يبلغ من العمر 41 عاما، على التهديد والمطالبة بتحويل مسار طائرة تابعة لشركة روسية، تحمل 75 شخصا، إلى أفغانستان.
ونجح طاقم الطائرة لاحقا في التدخل، وتمكن من إقناع الرجل بضرورة الهبوط للتزود بالوقود، لتهبط الطائرة بالفعل في مطار بسيبيريا، حيث سارعت السلطات الروسية إلى اعتقال الخاطف، الذي كان مسلحا وتحت تأثير الكحول.
نهاية ربما لم تحظى بها حوادث اختطاف مشابهة، إذ شهد تاريخ الطيران المدني سلسلة من حوادث الخطف، لم تكن فقط لأغراض سياسية أو عمليات إرهابية، بل وقع بعضها لأسباب غريبة.
ومن هذه الحوادث الغريبة، خطف طائرة في النرويج عام 1985، عندما طالب الخاطف التحدث مع رئيس الوزراء ووزير العدل في النرويج.
وبعد وقت قصير من هبوط الطائرة استسلم الخاطف الذي كان تحت تأثير الكحول، وسلم مسدسه للسلطات مقابل المزيد من الجعة، دون وقوع إصابات.
حماية المسافرين على ارتفاع آلاف الأقدام
ويقول خبراء في مجال الطيران، إنه من الصعب التكهن بحوادث خطف الطائرات مسبقا، وذلك بسبب عدم وضوح نوايا الخاطف، الذي غالبا ما يتحلى بصفات الراكب العادي.
وبالإضافة إلى تعدد السناريوهات، التي يتبعها الخاطفون لتحقيق أهدافهم ومآربهم، فإن تقارير السلامة الجوية توصي بضرورة اتباع إجراءات أمنية حازمة في المطارات، ثم اتباع طاقم الطائرة لإجراءات محددة عند حدوث عملية الخطف.
وقال الخبير في شؤون الطيران والسلامة الجوية، طه عوض الله، لـسكاي نيوز عربية، إن جميع أطقم الطائرات مؤهلة للتعامل مع حالات الخطف أو هياج بعض الركاب، من خلال دورات تدريبية.
وأضاف: "حوادث الطائرات تبدأ من عدم اليقظة من على الأرض، لأنه من الضروري ألا يتم السماح لأي راكب في حالة غير طبيعية، أو في حالة سكر، من دخول الطائرة".
وشدد عوض الله على ضرورة تأمين الرحلة بدءا من المطارات، من خلال تأمين حقائب الركاب، ومنعهم من اصطحاب أي أدوات حادة أو مسدسات بلاستيكية، حتى وإن كانت كتلك الخاصة بألعاب الأطفال.
كما شدد على أهمية "عدم اصطحاب الراكب لأي سوائل تزيد عن 300 سم من الماء"، لافتا إلى أن بعض المطارات تمنع تماما اصطحاب أي سوائل.
وعلى متن الطائرة، قال عوض الله لـسكاي نيوز عربية، إنه "ينبغي على طاقم الطائرة اكتساب المهارات الصحيحة للتعامل الأولي مع الخاطف، وهي مسألة من الضروري التركيز عليها وإضافتها لقدرات الأشخاص الذين يعملون في مجال الطيران".
وأضاف: "يقوم طاقم الطائرة بعد استقبال الركاب، بعمليات مراقبة لهم، للتأكد من عدم وجود أي علامات غير طبيعية".
وفي حال تعرضت الطائرة لمحاولة خطف، أوضح الخبير في شؤون الطيران والسلامة الجوية، أنه يجب على طاقم الطائرة الامتثال لأوامر الخاطف دون عنف أو مقاومة، حفاظا على حياة الركاب".
وأضاف: "ثم يبدأ الحوار الهادئ مع الخاطف، ويتم إقناعه بأنه لا يمكن إكمال الرحلة دون التزود بالوقود، ومحاولة الهبوط بالطائرة في أحد المطارات، بعد إخطار السلطات بذلك".