وجهت إيران تحذيرا مبطنا إلى بولندا، قبل نحو 3 أسابيع من مؤتمر السلام والأمن في الشرق الأوسط من المقرر أن تستضيفه وارسو، ووصفه وزير الخارجية الإيراني بـ"السيرك".
والاثنين التقى مساعد وزير الخارجية البولندي ماتشي لانغ في طهران، نظيره الإيراني لمحاولة حل خلاف حول المؤتمر الذي تنظمه بولندا مع الولايات المتحدة، ووصف لانغ محادثاته مع عباس عراقجي، بأنها "بناءة".
وقال لانغ في مقابلة مع وكالة "فرانس برس": "لقد تطرقت المحادثات إلى مجموعة من المسائل، من بينها سوء التفاهم حول مؤتمر وارسو، وقد طرحت وجهة نظرنا في هذه المسألة. لقد أجرينا نقاشا مطولا"، آملا أن يكون قد أوضح وجهة نظر بلاده في القضية.
وأضاف: "بالنسبة لبولندا، ليس هذا المؤتمر ضد أي بلد".
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعلن في 11 يناير عن المؤتمر المقرر عقده في 13 و14 فبراير المقبل، قائلا إنه يتضمن "عنصرا مهما هو التأكد من أن إيران لا تمارس نفوذا مزعزعا للاستقرار".
لكن الخارجية الإيرانية أعلنت في بيان أن "المبررات التي قدمتها الحكومة البولندية من أجل استضافة المؤتمر غير مقبولة"، وأن البولنديين "عليهم أن يدركوا العواقب".
وتابع بيان الخارجية الإيرانية أن طهران "لن تسمح لأي بلد في المنطقة أو خارجها أن يبني تحالفات ضد مصالحها".
وأعرب لانغ عن أمله في أن يكون تأثير المؤتمر إيجابيا على العلاقات مع إيران.
وقال: "ننوي تنظيم مؤتمر لبحث المشاكل. الهدف الأساسي من المؤتمر إيجاد إطار عمل يخدم الاستقرار في المنطقة. نعتقد أن النتيجة ستكون إيجابية. لم الافتراض أن العلاقات مع إيران ستتضرر؟".
وكان رد فعل إيران غاضبا إثر الإعلان لأول مرة عن المؤتمر.
واستدعت الخارجية الإيرانية في 13 يناير القائم بالأعمال البولندي احتجاجا على تنظيم مؤتمر السلام والأمن.
ووجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف انتقادات حادة للمؤتمر، مشيرا إلى أن إيران استقبلت أكثر من 100 ألف لاجئ بولندي إبان الحرب العالمية الثانية.
وفي 11 يناير، كتب ظريف على "تويتر" أن "الحكومة البولندية لا يمكنها محو العار: ففي حين أنقذت إيران بولنديين خلال الحرب العالمية الثانية، تستضيف بولندا الآن سيركا معاديا لإيران".