كشف مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن التنظيمات المبايعة لـ"القاعدة" و"داعش" في أفريقيا، تعمل بشكل متزايد على استغلال الأطفال في تنفيذ العمليات الإرهابية.
وتعد أفريقيا موطنا لأكثر من 75 بالمئة من إجمالي عدد الأطفال الذين يعيشون في مناطق الصراعات حول العالم، بعد أن ارتفع عدد الاعتداءات التي تورطت فيها جماعات إرهابية في القارة بين عامي 2010 و2018، بأكثر من 300 بالمئة.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) هذا الأمر، مؤخرا، في تقريرها حول أثر الصراعات في أفريقيا على الأطفال، ونبهت إلى أنهم باتوا محل استهداف من التنظيمات المتطرفة، في ظاهرة عرفت باسم "الطفل المفخخ".
وأوضح المرصد أن التنظيمات المتشددة تستغل الأطفال "حتى تسد ما تعانيه من نقص في المقاتلين"، مشيرا إلى سهولة نشر أفكارهم الأيديولوجية بين الصغار.
وأضاف أن "أشبال الخلافة"، وهو الاسم الذي يطلق على الأطفال الذين يتشربون فكر التنظيمات المتطرفة، ينشؤون على أفكار القتال ذهنيا وبدنيا من أجل حمل السلاح.
ورصد التقرير استغلال تنظيم "بوكو حرام" في غرب القارة الأفريقية للأطفال بشكل كبير في الآونة الأخيرة، لتنفيذ عمليات انتحارية، فيما أكدت "يونيسيف" أن تجنيد الأطفال تضاعف لأكثر من 3 مرات منذ عام 2010، واستخدم التنظيم أكثر من 135 طفلا لتنفيذ هجات إرهابية على معسكرات للجيش والقرى النيجيرية.
واختطف التنظيم المتطرف عددا كبيرا من الأطفال كما استعبد الكثير من الفتيات، وأشار مركز مكافحة الإرهاب في وست بوينت بالولايات المتحدة، إلى أن" بوكو حرام" استخدم الأطفال في 434 تفجيرا انتحاريا منذ عام 2010 وحتى الآن.
وأوضح التقرير أن أفريقيا الوسطى شهدت أيضا عمليات تجنيد للأطفال من قِبل التنظيمات المتطرفة، وفي الصومال أيضا أشارت "يونيسيف" إلى تجنيد 200 طفل كل شهر على الأقل، خاصة من قبل "حركة الشباب" الصومالية وتنظيم "داعش.
وقال التقرير إن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي جند الأطفال واستخدمهم في عملياته المسلحة في مالي للقتال ضد القوات التي تحارب الإرهاب هناك، حيث تم رصد أطفال يحملون السلاح إلى جانب مقاتلي التنظيم.
وأوضح في السياق ذاته، أن التنظيمات الإرهابية في أفريقيا قامت في الآونة الأخيرة باختطاف أطفال من أسر مسيحية بهدف استخدامهم في العمليات الانتحارية بالإجبار، سواء بالقنابل أو الأحزمة الناسفة، لا سيما "بوكو حرام".
ورأى المرصد أن ظاهرة "أشبال الخلافة" في أفريقيا تزايدت في الآونة الأخيرة بسبب مشاكل الفقر والحروب التي تعانيها القارة، موصيا بضرورة التوعية بمخاطر انتهاكات التنظيمات الإرهابية تجاه الأطفال والعمل على الحد من هذه الظاهرة المدمرة.