استقبل سرب من مقاتلات "ميغ 29" طائرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن فور دخولها إلى الأجواء الصربية، قبيل هبوطها في العاصمة بلغراد.
ووصل بوتن إلى صربيا في رابع زيارة لها منذ 2001، وأضيئت النافورة في الساحة الرئيسية لبلغراد بألوان العلمين الروسي والصربي، كما عرضت المكتبات في العاصمة أعمالا عن بوتن.
وحافظت صربيا على علاقات وثيقة مع روسيا الحليف السلافي التقليدي حتى في الوقت الذي تسعى البلاد رسميا للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي.
ورفضت بلغراد الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بشأن أوكرانيا، ووعدت بأنها ستبقى خارج حلف الناتو.
وقال بوتن لصحيفة صربية مؤيدة للحكومة في مقابلة نشرت الأربعاء إن "سياسة الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية التي تهدف الى تعزيز هيمنتها على المنطقة تشكل عاملا رئيسيا لزعزعة الاستقرار".
وبالرغم من المعارضة الروسية القوية، انضمت دولة الجبل الأسود المجاورة إلى الناتو عام 2017، بينما تسعى مقدونيا للحصول على عضوية الحلف. والأسبوع الماضي، استأنف وزراء خارجية الناتو برنامجا يمكن أن يؤدي إلى عضوية البوسنة.
وتجدر الإشارة إلى أن الجيران الأربعة الآخرين لصربيا أعضاء في الحلف.
وقال بوتن "في 2017، انضمت الجبل الاسود للناتو بالرغم من رأي نصف شعبها. ولم يجرؤوا على إجراء استفتاء مناسب. البلاد تمر بفترة من عدم الاستقرار السياسي نتيجة لذلك."
وكان اثنان من الاستخبارات العسكرية الروسية قد اتهما في الجبل الاسود بمحاولة شن انقلاب في الدولة الصغيرة في 2016 لمنعها من الانضمام للناتو.
وأضاف بوتن أنه في مقدونيا "العام الماضي، دشنت عملية تبني تعديلات دستورية وإعادة تسمية البلاد ومراجعة أسس الهوية الوطنية المقدونية في جمهورية مقدونيا بهدف تسريع انضمامها للناتو."
وتابع أنه بالرغم من السياسات الخاطئة للغرب في البلقان، فإن روسيا "تعرف وتفهم تعقيد البلقان وتاريخ المنطقة."
وقال بوتن إن روسيا "لطالما اعتبرت (البلقان) مساحة للتعاون البناء. ولهذا لروسيا كثير من الأصدقاء هنا اليوم، وللشريك الاستراتيجي صربيا مكانة خاصة."
وكانت العلاقات الوثيقة تاريخيا بين روسيا وصربيا قد شهدت انتعاشا واضحا مؤخرا بعد تكثيف بوتن جهوده لاستعادة نفوذ موسكو في الدول الشيوعية السابقة لشرق أوروبا.