كشف مسؤول سابق في الإدارة الأميركية، تفاصيل تظهر لأول مرة، تؤكد أن الولايات المتحدة كانت ستضرب إيران خلال العام الماضي، وذلك بعد تعرض محيط السفارة الأميركية في بغداد للقصف بقذائف الهاون في السادس من سبتمبر 2018.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول سابق في الإدارة الأميركية قوله، إن سقوط القذائف في محيط السفارة دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى طلب انعقاد فريق الأمن القومي، وعقد عدة لقاءات لمناقشة "رد أميركي قوي".
وفي جزء من النقاشات، التي قادها مستشار الأمن القومي جون بولتون، طلب فريق الأمن القومي لترامب من البنتاغون تزويده بالخيارات العسكرية لضرب إيران، مما أثار قلق البنتاغون ووزارة الخارجية، بحسب مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن هذا الأمر لم يكشف عنه سابقا، مضيفة أن الطلب أثار قلق ومخاوف المسؤولين في وزارتي الدفاع والخارجية آنذاك.
وأوضح المسؤولون أن البنتاغون انصاع لطلب مجلس الأمن القومي بوضع خيارات توجيه ضربة لإيران، لكن لم يتضح ما إذا كان قد تم تزويد البيت الأبيض بهذه الخيارات أم لا، أو ما إذا عرف ترامب بالطلب، أو ما إذا كان قد تم تجهيز خطط لضرب إيران.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي، غاريت ماركويس، إن المجلس ينسق السياسة ويقدم الخيارات للرئيس بشأن التوقعات والرد على مجموعة مختلفة من التهديدات.
واضاف: "نحن نواصل مراجعة أوضاع قواتنا في أعقاب محاولة الهجوم على سفارتنا في بغداد وقنصليتنا في البصرة، وسوف ندرس مجموعة كاملة من الخيارات لحمايتهما وحماية مصالحنا".
ويوضح طلب بولتون توجها تصادميا أكبر تجاه طهران، وهو التوجه الذي بدأ يأخذ زخما أكبر منذ توليه منصبه في أبريل الماضي.
يشار إلى أن من مهام بولتون بوصفه مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي، أن يوفر للرئيس سلسلة من النصائح الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية.
ووصف المسؤولون السابقون الطلب من مجلس الأمن القومي بتقديم خيارات عسكرية لضرب إيران بأنه "مثير للأعصاب".
وإلى جانب هذا الطلب بضرب إيران، طلب مجلس الأمن القومي من البنتاغون تزويد البيت الأبيض بخيارات للرد على هجمات في كل من سوريا والعراق، بحسب العارفين بهذه الأمور.
وفي إحدى النقاشات، وصفت نائبة بولتون، قبل طردها من منصبها في نوفمبر الماضي، ميرا ريكارديل الهجمات في العراق بأنها "عمل حربي"، وقالت إن على واشنطن أن ترد بقوة.
وبينما كان المجلس يدرس الرد الأميركي على سقوط القذائف بمحيط السفارة، أصدر البيت الأبيض بيانا من فقرتين بدا أنهما تحذيرا من ضربة عسكرية محتملة.
وجاء فيهما أن الولايات المتحدة "تحمل النظام في طهران مسؤولية أي هجوم يتسبب بأي إصابات للأفراد الأميركيين أو يلحق أضرارا بالمرافق الحكومية الأميركية".
وقال البيان: "الولايات المتحدة ستحمل النظام في طهران مسؤولية أي هجوم يسفر عن وقوع إصابات بين أفرادنا أو إلحاق ضرر بمنشآت حكومة الولايات المتحدة. أميركا سترد بسرعة وبشكل حاسم دفاعا عن أرواح الأميركيين".
وبعد أسبوعين، أوضح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في مقابلة مع "سي إن إن"، أن الولايات المتحدة كانت مستعدة لاستهداف إيران جراء تصرفات حلفائها في العراق.
وأوضح، ردا على سؤال بشأن طبيعة الضربة وما إذا كانت ستكون عسكرية، قائلا إنه "إذا ثبتت مسؤولية إيران عن تسليح وتدريب حلفائها من الميليشيات في العراق.. فإننا سنتوجه إلى المصدر".