غادر مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، تركيا، الثلاثاء، بدون أن يلتقي الرئيس رجب طيب أردوغان، مما يشي بعمق التوتر بين واشنطن وأنقرة بشأن عدم المساس بقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.

وعلى ما يبدو، أن مغادرة بولتون لأنقرة بدون لقاء مع أردوغان، جاءت بعد فشله في الحصول على ضمانات من أنقرة بعدم مهاجمة قوات سوريا الديمقراطية في حال الانسحاب الأميركي من سوريا.

ونفت تركيا أن يكون أردوغان تعهد لنظيره الأميركي دونالد ترامب "بحماية" المقاتلين الأكراد في سوريا كما أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.

وقال الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين: "في ما يتعلق بتصريحات بومبيو، من غير الوارد على الإطلاق أن تكون مثل هذه الضمانة أعطيت خلال محادثات (بين أردوغان وترامب) أو عبر قنوات أخرى".

وفي مقال رأي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، قال أردوغان إن تركيا ملتزمة بـ"دحر تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى" في سوريا، في إشارة على ما يبدو إلى قوات سوريا الديمقراطية.

وتتشكل قوات سوريا الديمقراطية في الأساس من وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور منذ سنوات في تركيا.

أخبار ذات صلة

أردوغان "يلمع" جيشه.. ويقدم "نصائحه" للأميركيين قبل الانسحاب
أردوغان "يطلق قذائفه" على بولتون.. ويؤكد نيته بشأن الأكراد

 شروط أميركية

وقال بولتون إنه "يجب توافر شروط من بينها ضمان سلامة الحلفاء الأكراد"، قبل انسحاب القوات الأميركية من سوريا، الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ديسمبر الماضي.

ورد أردوغان في كلمة ألقاها بأنقرة، على تصريحات بولتون قائلا إنها "غير مقبولة بالنسبة لنا ولا يمكن التساهل معها"، وذلك بعد لقاء جمع بين مستشار الرئيس الأميركي ومسؤول تركي رفيع في العاصمة التركية.

وأضاف الرئيس التركي: "في حين أن هؤلاء الناس هم إرهابيون، البعض يقول: لا تقتربوا منهم إنهم أكراد. قد يكونوا أيضا أتراكا أو تركمانا أو عربا. إن كانوا إرهابيين فإننا سنقوم باللازم بغض النظر من أين أتوا".

أخبار ذات صلة

الخديعة التركية.. كيف عطلت الانسحاب الأميركي من سوريا؟
واشنطن تلمح للبقاء في سوريا.. حتى القضاء على داعش

 نوايا مبيتة

وتعكس تصريحات أردوغان هذه النية المبيتة لدى أنقرة بالقضاء على القوات الكردية في شمال شرقي سوريا في حال دخلت إلى هذه المناطق بعد تنفيذ الانسحاب الأميركي منها.

لكن الإدارة الأميركية فطنت لهذا السلوك التركي "المخادع"، وفق ما يقول مراقبون، وأطلق مسؤولون فيها تصريحات عدة، بمن فيهم ترامب، تؤكد أن الانسحاب الأميركي من سوريا لن يكون سريعا كما توقع البعض.

إلا أن أنقرة تصر على تحدي واشنطن في هذه النقطة بالتحديد، إذ قال المتحدث باسم الرئيس التركي، إنه ليس هناك تباطؤ في انسحاب القوات الأميركية من سوريا.

وأضاف كالين أن أنقرة تركز على ما سيحدث للقواعد الأميركية والأسلحة التي حصل عليها المقاتلون الأكراد.

وكشفت زيارة بولتون إلى أنقرة الخداع التركي المتمثل في رغبة أنقرة الحقيقة في القضاء على القوات الكردية في سوريا، تحت ذريعة محاربة داعش، الأمر الذي عزز الشرخ بين واشنطن وأنقرة في ما يتعلق بالمسألة الكردية.

ولا يعرف على وجه التحديد إلى أين ستتجه بوصلة العلاقات بين واشنطن وأنقرة على ضوء الخلاف المتصاعد بينهما بشأن حماية الأكراد شمال شرقي سوريا بعد الانسحاب الأميركي.