تضاف محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها الجنرال في الجيش الإثيوبي أسامنيو تسيجي، الذي كان يتولى منصب رئيس جهاز الأمن في ولاية أمهرة، إلى قائمة طويلة من الانقلابات العسكرية التي تم إجهاضها في وقت قصير.
وفي وقت متأخر من مساء السبت، أعلنت السلطات الرسمية في إثيوبيا فشل محاولة انقلاب وقعت للإطاحة بزعيم أمهرة، إحدى ولايات البلاد التسع، ومقتل رئيس أركان الجيش وعميد آخر بالجيش بعد إطلاق نار من قبل حارسه الشخصي في العاصمة أديس أبابا.
ولم تمر 24 ساعة حتى أعلن رئيس الوزراء آبي أحمد فشل المحاولة الانقلابية، والسيطرة على الأوضاع في أمهرة، شمالي البلاد.
وتعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في إثيوبيا هي الثانية من نوعها في عام 2019، لكنها تضاف إلى سلسلة من المحاولات العسكرية اليائسة التي استمرت لساعات قليلة، نستعرض أبرزها على النحو التالي:
انقلاب الغابون
ففي يناير الماضي قام الضابط بالحرس الجمهوري في الغابون كيلي أوندو أوبيانغ بمحاولة انقلابية فاشلة لم تدم إلا ساعات.
وبهدف الإطاحة بالرئيس المريض، قاد الضابط محاولة انقلاب عسكري، تمكنت بعدها السلطات الموالية لعلي بونغو من اعتقاله، وإعلان فشل العملية.
انقلاب بمسدس
في التاريخ العربي الحديث، يشتهر العميد ركن اللبناني عزيز الأحدب بانقلابه "التلفزيوني" الذي فشل في أيام معدودة.
وفي 1976 استغل قائد المنطقة العسكرية في بيروت الأحدب الوضع الفوضوي خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وأعلن البيان الأول من محطة التلفزيون، وأمامه مسدس على الطاولة.
حينها قال الأحدب إن حركته "إصلاحية" تهدف إلى إنقاذ ووحدة الجيش، وإقالة الرئيس آنذاك سليمان فرنجية، وانتخاب رئيس جديد.
أعلن الأحدب الطوارئ ومنع التجول في بيروت، لكن مساعيه لم تقابل بترحيب باقي الوحدات في الجيش التي رفضت الانضمام بقطعها العسكرية إليه، وآلت محاولة العميد الركن إلى الفشل.
الكابتن سولو يستولي على السلطة
في عام 1997، شهدت زامبيا محاولة انقلاب فاشلة، استمرت لثلاث ساعات فقط.
ففي تمام الساعة السادسة ذات صباح، أعلن رجل سمى نفسه الكابتن سولو، عبر الإذاعة الحكومية، أنه استولى على السلطة، وأن قادة الجيش والشرطة أقيلوا من مناصبهم، وأن الرئيس حينذاك فريدريك تشيلوبا أمامه حتى الساعة التاسعة مساء كي يستسلم أو يواجه القتل.
لكن الرئيس ظهر سريعا على الهواء، ليعلن اعتقال 6 أشخاص، ويشكر قوات الجيش على أداء "مهمتها بنجاح".
مخاطرة بالطائرات
في عام 1999، بدأت معركة السيطرة بين قائد الجيش حينذاك الفريق أول برويز مشرف ورئيس الوزراء الباكستاني حينذاك نواز شريف الذي سعى لإزاحة رجل الجيش القوي.
علم مشرف، خلال زيارة له إلى سريلانكا، أن شريف يعتزم إزاحته من منصبه، فأسرع في السفر جوا من مطار العاصمة كولومبو إلى مدينة كراتشي.
رفضت أبراج المراقبة الجوية في مطار كراتشي السماح لطائرة مشرف، التي كان على متنها 200 راكب، بالهبوط على الأرض، وأمرت الطيار بتحويل اتجاهها إلى سلطنة عمان أو إلى الهند، لكن مشرف أمر قائد الطائرة بالاستمرار في التحليق فوق كراتشي، رغم انخفاض مستوى الوقود إلى درجة خطيرة.
وبالفعل هبطت الطائرة بأمان بعد أن حاصر جنود موالون لمشرف برج المراقبة الجوية، وبعد ساعات أعلن تمكنه من السلطة في باكستان.
ليلة الـ12 ساعة
أعلنت تركيا محاولة انقلاب فاشلة في يوليو عام 2016، حينما أغلقت قوات متمردة بالجيش الجسور فوق مضيق البوسفور في إسطنبول.
واستخدمت قوات الجيش المنشقة التلفزيون الحكومي لتعلن أنها استولت على السلطة لحماية الديمقراطية من الرئيس رجب طيب أردوغان.
لكن المحاولة، التي استمرت لـ12 ساعة، فشلت في نهاية الأمر.
مادورو ينجو
في أغسطس 2017، نفذ ضباط في جيش دولة فنزويلا المضطربة تمردا غير ناجح ضد الرئيس نيكولاس مادورو.
وقال قائد مجموعة الضباط، خوان كاغواريبانو: "هذه ليست محاولة انقلاب، وإنما تحرك مدني وعسكري لاستعادة النظام الدستوري".
وانتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لمجموعة من الرجال يرتدون الزي العسكري، قالوا إنهم ينتفضون ضد "طغيان قاتل"، لكن سرعان ما تم اعتقالهم.
تحت السيطرة
نفذ ضباط في جيش الغابون انقلابا فيما يبدو في وقت مبكر صباح الاثنين، فسيطروا على مبنى الإذاعة الوطنية، وأعلنوا عدم رضاهم عن استمرار الرئيس علي بونغو، لكن الحكومة قالت إنها سيطرت على محاولة الانقلاب واعتقلت منفذيها خلال ساعات.
وأعلن المتحدث باسم حكومة الغابون غاي بيرتران مابانجو لـ"رويترز" اعتقال 4 من 5 ضباط بالجيش نفذوا محاولة الانقلاب.
وكان كيلي أوندو أوبيانغ الذي يصف نفسه بأنه ضابط بالحرس الجمهوري وزعيم الحركة التي أعلنت عن نفسها تحت اسم الحركة الوطنية لقوات الدفاع والأمن في الغابون، قال إن الكلمة التي ألقاها بونغو بمناسبة العام الجديد "عززت الشكوك في قدرة الرئيس على الاستمرار في القيام بمسؤوليات منصبه".
وسافر بونغو (59 عاما) إلى خارج البلاد أكثر من مرة، بعد إصابته بجلطة، وفي كلمته بمناسبة العام الجديد أقر الرئيس بمشكلاته الصحية لكنه قال إنه يتعافى، وتلعثم في نطق بعض الكلمات، ولم يحرك ذراعه اليمني، لكن بخلاف ذلك بدا في حالة صحية معقولة.
وتحكم عائلة بونغو الدولة المنتجة للنفط، منذ ما يقرب من نصف قرن، وتولى بونغو الرئاسة خلفا لوالده عمر الذي توفي في عام 2009، وخيمت مزاعم تزوير واحتجاجات عنيفة على إعادة انتخابه عام 2016.