يتعين أن تفوز رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في تصويت بالبرلمان، لتحظى بالموافقة على اتفاقها للخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، وإلا ستخاطر برؤية عملية الخروج وهي تغرق في الفوضى.
وأجلت ماي الشهر الماضي تصويتا على الاتفاق وأقرت بأنه كان سيرفض، وتعهدت بدلا من ذلك بالسعي إلى ضمانات من الاتحاد الأوروبي لاسترضاء النواب، ومن المقرر أن يجرى التصويت يوم 15 يناير الجاري.
وحتى تفوز، سيكون على ماي ووزرائها التغلب على معارضة من مختلف ألوان الطيف السياسي، ومحاولات تغيير أو تأجيل عملية الخروج أو إفسادها كليا.
وفيما يلي عرض لطريقة التصويت:
من يصوت؟
يجرى التصويت في مجلس العموم المجلس الأدنى بالبرلمان، ولا تتمتع ماي بأغلبية مطلقة بين نواب المجلس وعددهم 650، كما أن الحزب الديمقراطي الوحدوي، وهو حزب صغير في أيرلندا الشمالية كان يدعم حكومتها عادة، يعارض الاتفاق.
وتحتاج ماي 318 صوتا لتمرير الاتفاق في البرلمان، حيث لا يحضر 7 نواب من حزب "شين فين" الجلسات، ولا يصوت رئيس البرلمان ونوابه الثلاثة ولا يحسب 4 يقومون بإحصاء عدد الأصوات.
متى؟
أجرى البرلمان مناقشات استمرت 3 أيام في ديسمبر قبل تأجيل التصويت، ومن المقرر أن يستأنف النقاش الأربعاء المقبل، وستقترح الحكومة جدولا زمنيا لعدد الأيام التي يجب أن يستمر خلالها النقاش.
وحتى الآن تخطط الحكومة لإجراء المناقشات يومي التاسع والعاشر من يناير، واقترحت مواصلة النقاش حتى يوم 11 يناير رغم أن البرلمان لا يجتمع في ذلك اليوم.
وكانت المدة المقررة لمناقشات ديسمبر هي 5 أيام، ويمكن أن يستغرق النقاش في اليوم الواحد 8 ساعات تبدأ وتنتهي في مواقيت مختلفة باختلاف الأيام.
ما التعديلات؟
بمقدور النواب تقديم تعديلات على الاقتراح. ويختار جون بيركور ئيس مجلس العموم ما لا يزيد عن 6 من هذه التعديلات في اليوم الأخير، وسيجري التصويت عليها إلا إذا اختار مقترحوها سحبها.
في حالة الموافقة على تعديل يتم إدخاله في نص الاقتراح النهائي، ورغم أن التعديلات التي يتم الموافقة عليها ليست ملزمة للحكومة إلا أنه سيكون من الصعب تجاهلها من الناحية السياسية وقد تملي على ماي خطواتها المقبلة.
وعبر وزراء عن مخاوفهم من أن موافقة البرلمان على أي من التعديلات قد تمنع المصادقة على الاتفاق لأن التصويت النهائي لن يوفر حينها الموافقة الواضحة القاطعة المطلوبة من الناحية القانونية على اتفاق ماي.
وسيجري التصويت على التعديلات قبل التصويت الحاسم على الاقتراح الكلي، وهو ما يعني أن على ماي الفوز في سلسلة من عمليات التصويت، وليس تصويتا واحدا، ينطوي كل منها على إمكانية إفشال خطتها.
كيف ستُعلن النتيجة؟
بمجرد انتهاء النقاش، سيطلب رئيس المجلس، كما جرت العادة، من الموافقين على كل تعديل أن يرفعوا صوتهم بكلمة "أجل" وأن يقول الرافضون "لا"، وإذا علت بعض الأصوات بكلمة "لا"، يدعو رئيس المجلس إلى تصويت رسمي.
ويكون تسجيل أصوات النواب عبر مرورهم في قاعتين مختلفتين، واحدة مخصصة للقبول وأخرى للرفض، بعيدا عن كاميرات التلفزيون وأعين المتابعين، وفور انتهاء إحصاء عدد الموافقين والرافضين، الذي قد يستغرق 15 دقيقة، يعود النواب إلى قاعة المناقشات.
وفور انتهاء التصويت على جميع التعديلات، يجري التصويت على الاقتراح الأساسي بنفس الطريقة.
ماذا سيحدث إذا خسرت؟
وفقا للقانون، إذا رفض الاتفاق، يكون أمام الوزراء 21 يوما لتحديد الخطوات التالية، وقالت الحكومة في وقت سابق إن بريطانيا ستغادر الاتحاد الأوروبي دون اتفاق يوم 29 مارس إذا تم رفض الاتفاق.
وأفادت بعض وسائل الإعلام بأن ماي ستطلب من البرلمان التصويت مجددا على الاتفاق، وبعد تصويت 117 نائبا من ضمن نواب حزبها وعددهم317 ضدها في اقتراع على الثقة في ديسمبر، فمن المرجح أيضا أن تتعرض لضغوط لتستقيل.