يبدو أن اللثام الذي طالما ميز الرجال الزرق أضحى نقمة عليهم، بعد اضطراب أحوال الصحراء وتحولها إلى مسرح للإرهاب والجريمة المنظمة بعدة أشكال.

ورصد تقرير لمنظمة تعنى بالطوارق، عدة انتهاكات في السنوات الأخيرة ضد سكان الصحراء الملثمين، منذ انطلاق الحرب على الإرهاب، إثر اجتياح عدد من المنظمات الإرهابية لمنطقة واسعة من صحراء أزواد شمالي مالي، وكذا مناطق واسعة في النيجر.

وأشار تقرير "منظمة إيموهاغ الدولية من أجل العدالة والشفافية"، إلى أن مجموعة كبيرة من الطوارق قتلوا على يد قوات محلية ودولية أحيانا، بسبب بلاغات كيدية، أو أخرى قدمت عن جهل.

وحسب شهادات داخلية، عزا مراقبون الأمر إلى عدم تمييز القوات الدولية وغيرها، للطوارق ولثامهم عن مجموعات إرهابية تجوب المنطقة، وتلبس لثام الطوارق.

وقال شهود عيان لوسائل إعلام محلية في مالي، إن مجموعات من اللصوص وقطاع الطرق من دول مجاورة أضحوا يلبسون لباس الطوارق أثناء قطعهم للطريق.

وقال تقرير منظمة إيموهاغ، إن 14 شابا من الطوارق قصفوا وأحرقوا بسياراتهم الثلاث قرب مدينة العوينات في ليبيا من قبل قوات الأفريكوم نتيجة معلومات خاطئة في الأسابيع الماضية.

أضاف، أن ما لايقل أيضا عن 8 شبان من الطوارق قتلوا بالرصاص في منطقة الحدود بين مالي والنيجر وليبيا والجزائر بتهمة الإرهاب، فيما تم اكتشاف أنهم يعبرون الحدود بمواد غذائية.

ويعيش الطوارق الذين أدين بعض أفرادهم بالإرهاب، في منطقة واسعة بين مالي والنيجر وبوركينا فاسو وليبيا والجزائر، أصبحت في السنوات الأخيرة منطقة شديدة الاضطراب، مما دعا مئات الآلاف من السكان الطوارق إلى الهرب لاجئين في دول الجوار.