شهد عام 2018 جملة من الأحداث الطبيعية التي سجل بعضها في خانة الكوارث المحققة والتي جمحت فيها الأرض عن طبيعتها، وكشفت فيها قوتها الخارقة، وقد تفرقت هذه الأحداث بين الأعاصير والحرائق والفياضات والزلازل.

وفي السادس من أكتوبر، وصل إعصار لبان وهو إعصار من الدرجة الأولى، بحر العرب وقد هدد عُمان واليمن.

وزادت قوة وسرعة لبان متحولة إلى إعصار من الدرجة الأولى، مصحوبا برياح شديدة تقدر بين 120 و150 كيلومترا في الساعة.

وفي بدايات يوليو 2018، أدى تساقط الأمطار الغزيرة المتعاقبة في جنوب غرب اليابان إلى انتشار الفيضانات وحالات من السريان الطيني، حيث توفي 126 شخصا (بعضهم دفن حيا في الانهيارات الأرضية)، بينما أُعلن عن 86 في عداد المفقودين في 9 يوليو.

وقد حثت السلطات أكثر من 8 ملايين شخص على الإخلاء في 23 ولاية، وقام نحو 54 ألف فرد من قوات الدفاع الذاتي اليابانية والشرطة والإطفاء بالبحث عن الأشخاص المحاصرين أو المصابين في الانهيارات الأرضية والفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة، وقامت الحكومة اليابانية بإنشاء وحدة للاتصال من مركز إدارة الأزمات في مكتب رئيس الوزراء لجمع المعلومات.

وفي يوليو أيضا، اندلعت حرائق مهولة في غابات بمنطقة أتيكا المحيطة بالعاصمة اليونانية، صنفت الأسوأ التي تشهدها اليونان خلال 10 سنوات.

وأعلنت حكومة أثينا حالة الطوارئ في المنطقة، واستجاب عدد من الدول الأوروبية لنداء استغاثة من جانب اليونان.

وخلفت تلك الحرائق ما لا يقل عن 80  قتيل، وفق ما أكدته مصادر حكومية، وحوصر معظم الضحايا داخل منازلهم أو سياراتهم جراء النيران شرق العاصمة.

وفي يناير 2018 ضرب زلزال منطقة البيرو بقوة 7.1 درجة على مقياس ريختر. ولم يؤدي إلى حدوث تسونامي على المناطق الساحلية.

وفي الخامس من أغسطس حدث  زلزال في جزيرة لومبوك بقوة 7 درجات على مقياس ريختر.

وقد عرف عام 2018، موجات من القيض، ففي خلال الربيع من نفس العام عانت أجزاء كثيرة من أوروبا درجة حرارة غير مسبوقة وحرائق غابات، وقد اعتبرت هذه الظاهرة جزء من موجة حر غريبة أثرت على نصف الأرض الشمالي.

وقد بلغت درجات الحرارة رقما قياسيا في اليابان حيث أثرت على مناطق كثيرة في البلاد حيث وصلت إلى 35 درجة، كما سجلت فيها حرارة قصوى بلغت 41.1 وهي الأعلى على الإطلاق سجلت في اليابان وأدت الى وفاة 80 شخصا ونقل 22  ألف شخص آخرين لتلقي العلاج اللازم جراء ضربات الشمس.

كما عرف شرق أفريقيا فيضانات مدمرة في 2018، حيث أدت الأمطار الموسمية في شرق القارة السمراء إلى حدوث فيضانات قاتلة في إثيوبيا، كينيا والصومال، وأثرت على أكثر من مليون شخص بشكل كبير، حيث أخلى المتضررون منازلهم لإيجاد أماكن أكثر أمنا بعد أن تضررت البنى التحتية بشدة في بعض المناطق، وأودت بحياة ما يقرب من 500 شخص، وتسببت في تشريد الآلاف.

ولم تخل أحداث 2018 الطبيعية من الكوارث الجليدية، حيث عاش أجزاء من العالم أجواء من البرد الاستثنائي نتيجة عاصفة جليدية باردة شتوية من سيبيريا الروسية هبت على جميع أنحاء أوروبا في 26 فبراير 2018، صاحبها تساقط للثلوج الكثيفة وتجمّد درجات الحرارة، وأطلقت وسائل الإعلام البريطانية على العاصفة "الوحش القادم من الشرق"، وأغلقت المدارس وتعطلت وسائل النقل مع انخفاض درجات الحرارة في جميع أنحاء القارة العجوز، وقد تعطلت المدارس في جميع أنحاء إيطاليا، واستيقظ الرومان على مشهد نادر في العاصمة "روما مغطاة بالثلوج".

أما تونس فقد عاشت في سبتمبر الماضي، وبالتحديد في منطقة نابل في شمال شرق البلاد  أحداثا مناخية استثنائية، حيث هطلت أمطار غير مألوفة على هذه المنطقة على سبيل المثال لا الحصر، أدت إلى وفاة 5 أشخاص، حيث تساقط ما يصل إلى 197 ملم من الأمطار في بعض أنحاء نابل، أي ما يشكل نحو نصف المنسوب السنوي للأمطار في المنطقة. وخلفت الفيضانات أضرارا مادية كبيرة في كامل أنحاء الولاية.

وفي 23 نوفمبر، تسببت الأحوال الجوية السيئة في محافظة صلاح الدين العراقية بخسائر مادية كبيرة، حيث شهدت المحافظة الواقعة شمال وسط العراق فيضانات وأمطارا غزيرة وسيولا جارفة أضرت البنى التحية والمنازل وجرفت السيارات.

وقد ترك عام 2018 بصمة مناخية محفورة خاصة في أذهان من عاشوا بعض هذه الأجواء الطبيعية الاستثنائية التي غيرت حياة البعض وقناعات البعض الآخر بخصوص الطقس الذي انقلب في بعض المناطق على طبيعته وخرج عن المألوف.