عاد اسم الملياردير الأميركي، الهنغاري المولد، جورج سوروس إلى الواجهة مؤخرا بعد أن أصبح أحد المستهدفين بالطرود المفخخة التي أٌرسلت إلى مجموعة من المناهضين للرئيس الأميركي دونالد ترامب في أكتوبر الماضي.

وسوروس أحد أكبر المانحين في العالم للجماعات والقضايا الليبرالية، وأصبح هدف حملة إعلامية شرسة من حكومة بلده هنغاريا، وشخصية مكروهة بين نشطاء يمينيين في شرق أوروبا والولايات المتحدة.

وتتهم الحكومة الهنغارية المحافظة سوروس بالتخطيط لتدمير الحضارة الأوروبية من خلال إغراق القارة بالمهاجرين، لكن سوروس يقول إن دعمه للاجئين جزء من مهمة إنسانية.

وفي يناير الماضي، قال سوروس في كلمة ألقاها أثناء العشاء السنوي، الذي ينظمه على هامش منتدى دافوس الاقتصادي، إن ترامب لن يكمل ولايته الأولى، مضيفا أن إدارته تشكل خطرا على العالم.

وكان ترامب غرد، في سبتمبر الماضي، أن سوروس وآخرين مولوا الاحتجاجات ضد تولي مرشحه، بريت كافانو، لرئاسة المحكمة العليا، بسبب اتهامه بانتهاكات جنسية.

اتهامات ترامب لسوروس ليست فريدة من نوعها، فلطالما كان الملياردير، الذي يحتل المرتبة الـ23 على قائمة فوربس لأغنى أغنياء العالم بثروة قدرها 24.9 مليار، محط اتهامات مشابهة من كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

من جانبها، تقول صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إنه يصعب أحيانا فهم سبب عدم  وجود "صداقة وطيدة" بين رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فكلاهما يشعران بجنون العظمة تجاه منافسيهم السياسيين المحليين أكثر من أعدائهما الخارجيين، وكلاهما يحتقران الصحافة الحرة، كما أن لهما عدو مشترك هو جورج سوروس.

وكانت السلطات التركية اعتقلت الناشط في مجال حقوق الإنسان، عثمان كافالا، في أكتوبر 2017، واحتجزته بتهم محاولة إفساد النظام الدستوري وإسقاط الحكومة التركية.

وهذه التهم الفضفاضة، بحسب "هآرتس"، توجه إلى أي شخص يُشتبه في ارتباطه بتنظيم رجل الدين، فتح الله غولن، الذي يلقي أردوغان باللوم عليه في محاولة الانقلاب في يوليو 2016؛ أو ضد أي شخص يرتبط بالاحتجاجات الجماهيرية لعام 2013 ضد خطة تدمير متنزه جيزي في إسطنبول.

وفي اجتماع عقده أردوغان مع القادة المحليين، الأربعاء الماضي، أعلن أن "أحد ممولي احتجاج كافالا موجود بالفعل في السجن، وأن من يموله هو اليهودي الهنغاري الشهير جورج سوروس الذي يرسل (شعبه) في جميع أنحاء العالم لتقسيم وإسقاط الأمم، حيث يستخدم ثروته لهذا الغرض".

وأردوغان ليس وحده الذي يعتقد في استغلال رجال الأعمال لأموالهم من أجل السيطرة على معارضيه، ففكرة سيطرة رجال المال اليهود من أمثال سوروس على على العالم من الأفكار، التي يشيع استخدامها في أنشطة معاداة السامية، وهو الاتهام الموجه لسوروس.

ولأن سوروس يدعم منظمات حقوق الإنسان، التي وجهت انتقادات شديدة لإسرائيل بسبب أسلوب تعاملها مع الفلسطينيين، فكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أشد خصومه.

وعلى خطى ترامب، اتهم نتانياهو سوروس بتمويل المظاهرات التي تعترض على خطته لترحيل الآلاف من طالبي اللجوء الأفارقة في فبراير الماضي.

كما اتهم نتانياهو، على صفحته بفيسبوك، في سبتمبر الماضي، سوروس بالتعاون مع النظام الإيراني، دون أن يشير إلى دليل لذلك، الأمر الذي أسفر عن رفع دعوى قضائية ضده وفيسبوك بتهمة نشر أخبار كاذبة.