كان ركاب طائرة إسرائيلية متجهة من نيويورك في الولايات المتحدة إلى تل أبيب على موعد مع حادثة اختطاف غير مسبوقة، حسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، الاثنين.

في حوادث الاختطاف، وخصوصا خطف الطائرات، عادة ما يعيش المسافرون كابوسا إلى حين انتهاء الحادثة، لكن أن يتسبب ركاب بهذا الكابوس أمر مثير للاستغراب، وهو ما حدث بالفعل في رحلة الطائرة الإسرائيلية.

واتهم مسافرون على متن طائرة تابعة لشركة طيران العال الإسرائيلية، كانوا في طريقهم من نيويورك إلى تل أبيب يوم الخميس الفائت، الطيار وطاقمها بـ"الكذب والاختطاف"، بعد تأخير استمر 5 ساعات قبل الإقلاع من مطار جون كينيدي بنيويورك.

وأوضح المسافرون إن قائد الرحلة "002"، التابعة للعال، خدعهم وكذب عليهم، بينما نفت الشركة هذا الأمر واتهمت بعض المسافرين بإثارة العنف والاضطراب على متن الطائرة، بحسب ما ذكرت صحيفة "جيروزليم بوست" الإسرائيلية بالنسخة بالإنجليزية.

وكان الموعد الأساسي للرحلة من مطار كينيدي في الساعة 6 والنصف مساء الخميس، على أن يكون موعد الوصول إلى تل أبيب مساء الجمعة، لكن الرحلة تأخرت عن الإقلاع حوال 5 ساعات، بسبب عاصفة ثلجية، وبالتالي فشل طاقم طائرة العال بالوصول في الوقت المحدد.

لكن بالنسبة إلى اليهود المتشددين، فإن هذا التأخير يعني أنهم لن يصلوا إلى تل أبيب قبل يوم السبت، هو يوم العطلة الدينية لهم، ما يعني أنهم سينتهكون حرمة العطلة الدينية.

وأصدرت الشركة بيانا أوليا قالت فيه إن أفرادا من طائفة الحريديم تسببوا بعنف على الطائرة، وزادوا أجواء التوتر والضغط، وهو ما أيده بعض المسافرين غير المتدينين في تعليقات لهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان المسافرون المتدينون بدأوا يطالبون قبل إقلاع الطائرة بالنزول منها لأنهم أدركوا أن الرحلة ستستمر حتى يوم السبت ولن تصل مساء الجمعة، وهو انتهاك ليوم العطلة الدينية بالنسبة لهم.

وبحسب المسافرين، أعلن القبطان أن الطائرة ستعود إلى البوابة للسماح لمن يرغب بالنزول منها، لكنه توجه إلى المدرج وأقلع بها من دون إبلاغ المسافرين بذلك، مشيرين إلى أنهم كانوا قد أبلغوا عوائلهم بأنهم سيبقون في نيويورك.

وبعد الإقلاع، أبلغ القبطان الركاب إن الطائرة في طريقها إلى تل أبيب، لكنه أوضح أنها ستهبط أولا في العاصمة اليونانية أثينا بحيث يمكن للمتدينين أن ينزلوا هناك ويبقوا فيها حتى مساء السبت.

وقالت إحدى المسافرات إنه لم يكن هناك أي عنف، لكن بعض المسافرين صرخوا بالفعل على المضيفات، بينما اتهم آخرون طاقم الطائرة بالكذب والسرقة.

غير أن مسافرين غير متدينين، كتبوا على وسائل التواصل الاجتماعي منتقدين المسافرين المتدينين وسلوكهم، مشيرين إلى أن أحد الركاب المتدينين ضرب مضيفة، وأنها بكت من جراء ذلك.

وقالت الراكبة من نيويورك يهوديت روسلر: "لقد احتجزونا في الطائرة. لم يكن هناك أي مكان نذهب إليه. ولا أحد لنتكلم معه. الأشخاص الذين ائتمناهم على حياتنا للسفر إلى تل أبيب ظلوا في قمرة القيادة ولم يتكلموا إلينا، وتركوا المضيفات للتحدث معنا.. لقد اختطفونا من نيويورك. قالوا لنا إننا عائدون إلى البوابة، لكنهم أقلعوا بالطائرة بدلا من ذلك".

وأضافت أن بعض الركاب أبلغوها إن مسافرين طرقوا باب قمرة القيادة مطالبين الطيار ومساعده بتفسير لما يحدث.

وبعد ساعات من السفر الجوي، أعلن قبطان الطائرة إنه سيتم تحويلها إلى أثينا، لمن يرغب بالنزول من المتدينين، وبالفعل، هبط في أثينا قرابة 150 متدينا من الطائرة حتى لا ينتهكوا حرمة عطلة السبت.

وقالت شركة العال إنها ستقدم شكوى بحق المسافرين الذين تسببوا بالعنف للشرطة، وأضافت "نحن ننظر بجدية للسلوك العنيف الذي تسبب به بعض المسافرين".