شهدت الكنيسة الأرثوذوكسية، مؤخرا، واحدة من أكبر محطات الانقسام، منذ قرون طويلة، عقب إعلان الكنيسة الارثوذكسية الروسية قطع علاقاتها مع بطريركية القسطنطينية في إسطنبول، على أثر خلافات سياسية.

وبحسب ما نقلت تقارير إعلامية، عزت الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية قرار الانفصال الذي وصفته بأنه "أكبر انشقاق في المسيحية منذ ألف عام"، إلى اعتراف بطريركية تركيا بكنيسة أرثوذوكسية مستقلة في أوكرانيا.

وقال الأسقف هيلاريون، المكلف بالشؤون الدبلوماسية في بطريركية موسكو، للصحفيين، إن من غير الممكن أن تقام قداديس مشتركة بالنظر إلى حصول الانشقاق الأخير.

في غضون ذلك، أبدى الأسقف هيلاريون أمل الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في أن تتراجع بطريركية القسطنطينية عن خطوتها، وأكد أنه لا مجال لاستئناف العلاقات بين موسكو والقسطنطينية ما لم يجر العدول عن الاعتراف بالكنيسة الأوكرانية.

حسابات سياسية كبرى

ويرى الباحث في الشؤون الكاتدرائية، عماد خليل، أن هذا الانقسام الكنسي لن يكون له تأثير كبير على الأتباع الذين سيواصلون إيمانهم على نحو عادي.

وأوضح الأكاديمي المصري، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" أن هذه الانقسامات التي حصلت مؤخرا لها طبيعة سياسية ولذلك فهي محصورة في مستويات عليا والمفروض من حيث المبدأ هو أن يظل الدين بمنأى عن الحسابات  السياسية العابرة.

وأشار خليل إلى أن الانقسام كان سيحدث تأثيرا أكبر لو جرى في الكنيسة الكاثوليكية، لأنها تقوم على الكرسي الجامع ونظام موحد على نحو أكبر يرأسه البابا، أما الكنيسة الأرثوذوكسية فلها عدة كراس.

لكن هذه الانقسامات ليست أمرا جديدا بحسب الباحث، فالتاريخ الكنسي يقدم أمثلة كثيرة في هذا المجال، ففي وقت سابق انفصلت الكنيسة الأرثوذوكسية القبطية عن الكنيسة الأرثوذوكسية التوحيدية في إثيوبيا، إثر اعتراف هذه الأخيرة بالكنيسة الحديثة في إريتريا.

وزاد الصراع على مستقبل أوكرانيا الروحي من جراء تدهور العلاقات بين كييف وموسكو، بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم إليها في 2014، واندلاع قتال انفصالي في شرق أوكرانيا، أدى إلى سقوط أكثر من 10 آلاف قتيل.

وتتهم أوكرانيا الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بممارسة "نفوذ خبيث" على أراضيها، إذ سمحت بأن يستخدمها الكرملين أداة لتبرير النزعة التوسعية الروسية، ودعم المتمردين الانفصاليين في شرق أوكرانيا، وهو ما تنفيه روسيا بشدة.