تميّز العشاء الرسمي الذي جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بنظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين، مساء الجمعة، بأنه كان مشحونا بالتوتر، بعد أن تبادل الرئيسان انتقادات لاذعة واتهامات.

وافتتح شتاينماير خطابه في القصر الرئاسي مشيدا بتاريخ طويل من العلاقات بين البلدين، بما في ذلك دور تركيا في قبول اليهود والألمان أثناء الحكم النازي.

وانتقل الرئيس الألماني لاحقا ليشير إلى أن آلاف المواطنين الأتراك اضطروا إلى الرحيل عن تركيا بسبب حكم أردوغان المتسلط.

وقال شتاينماير أمام أردوغان وزوجته وضيوف بارزين: "قبل 80 عاما وجد الألمان الحماية في تركيا. اليوم يفر عدد مثير للقلق من تركيا من القمع المتزايد ضد المجتمع المدني".

وأضاف: "بصفتي رئيسا لهذا البلد، أشعر بالقلق إزاء احتجاز مواطنين ألمان لأسباب سياسية في تركيا، كما أنني أخشى على الصحفيين الأتراك والنقابيين والمحامين والمثقفين والسياسيين الذين ما زالوا رهن الاحتجاز".

يشار إلى أن تدهور وضع حقوق الإنسان في تركيا واحتجاز مواطنين ألمان هناك، وضع ضغطا إضافيا على العلاقات بين برلين وأنقرة.

وأعرب شتاينماير عن أمله في أن "تعود الحرية وسيادة القانون وحقوق الإنسان إلى تركيا"، بعد أكثر من عامين من محاولة الانقلاب ضد أردوغان.

أردوغان و"الهجوم المضاد"

من جانبه، رد أردوغان على الرئيس الألماني بهجوم شرس، متهما ألمانيا بـ"استضافة آلاف الإرهابيين" من حزب العمال الكردستاني المحظور، وحركة رجل الدين المتهم بتدبير الانقلاب عام 2016، فتح الله غولن.

وقال: "إن الآلاف من أعضاء حزب العمال الكردستاني، الذي يعتبره الاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية، يسيرون بحرية في ألمانيا"، حسب ما ذكر موقع دويتشه فيليه الألماني.

كما انتقد الرئيس التركي ألمانيا لاستضافتها جان دوندار، وهو صحفي تركي بارز، أدين بالتجسس لنشره موادا بشأن شحنات أسلحة من تركيا إلى مسلحين في سوريا.

وأوضح: "عندما يتورط الصحفيون في أعمال إرهابية، وقد أدانتهم محكمة تركية، كيف يمكن لأي أحد أن يدافع عنهم؟".

يشار إلى أن الزيارة التي يجريها الرئيس التركي إلى ألمانيا، واستغرقت 3 أيام، شهدت خروج الآلاف في تظاهرات احتجاجا على سياسات أردوغان.