قالت صحيفة "دي فيلت" الألمانية، الاثنين، إن المستشارة أنغيلا ميركل قررت إقصاء رئيس المخابرات الداخلية، هانز جورج ماسن، وذلك بعد أن تعرض لانتقادات بسبب تصريحاته المثيرة للجدل بشأن الاحتجاجات المناهضة للمهاجرين، والاعتداءات التي تلتها.

ونقلت الصحيفة الواسعة الانتشار عن مصدر في الائتلاف الحاكم، لم تذكره، أن ميركل تعتقد أن مانس تجاوز حدوده وتدخل في العمل السياسي، لذلك ينبغي أن يترك منصبه، على ما نقلت وكالة "رويترز".

ولم تعلق الحكومة الألمانية على تقرير صحيفة "دي فيلت".

ومن المقرر أن يجتمع الائتلاف الحاكم في ألمانيا، الثلاثاء، للبت في مصير هانس الذي يدير المخابرات الداخلية منذ العام 2012.

ويتكون الائتلاف الحاكم في ألمانيا من الاتحاد المسيحي بزعامة ميركل، والشريك الأصغر الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ويريد الأخير من وزير الداخلية المحافظ، هورست زيهوفر، إقالة ماسن بسبب تصريحاته لكنه يرفض ذلك حتى الآن، ذلك أنه لا يرى سببا لإقالة رئيس المخابرات الداخلية.

وفجرت تصريحات ماسن موجة انتقادات في ألمانيا، عندما قلل من الاحتجاجات العنيفة التي نظمها اليمين المتطرف في مدينة كيمنتس شرقي البلاد، أواخر أغسطس الماضي ومطلع سبتمبر الجاري، إثر واقعة طعن قتل فيها ألماني على أيدي اثنين يعتقد أنهم من المهاجرين.

وشكك ماسن في فيديوهات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وتظهر عدد من أنصار اليمين المتطرف وهم يلاحقون مهاجرين أجانب، واعتبرت تصريحات مدير المخابرات أنها تصب في مصلحة المتطرفين.

وكشفت حادثة الطعن في كيمنتس والاحتجاجات التي أعقبتها على مدى يومين الانقسامات العميقة في المجتمع الألماني إزاء قرار المستشارة أنغيلا ميركل في عام 2015 السماح بدخول أكثر من مليون مهاجر فروا من الصراعات في الشرق الأوسط.

وتقع كل من كيمنتس وفيسمار فيما كان يعرف سابقا بألمانيا الشرقية الشيوعية وحيث تقع معاقل جماعات ضغط مناهضة للهجرة بينها حركة أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب (بيغيدا) وحزب البديل من أجل ألمانيا.