شهد الإيرانيون الذي ذهبوا إلى العمل في بداية الأسبوع يوم السبت، خسارة أموالهم لربع قيمتها بحلول الوقت الذي غادروا فيه مكاتبهم يوم الأربعاء.

ووفقا لموقع "يو أس تودي" فإن علامات الفوضى والارتباك انتشرت في كل مكان من العاصمة طهران، فمكاتب السفر أضحت تبيع التذاكر وعروض الرحلات فقط بالعملة الصعبة، فيما اختفت حفاضات الأطفال من أرفف المتاجر.

وحذفت العديد من محلات الصرافة في وسط طهران سعر الدولار من لوحاتها الإلكترونية، وسارع الكثير من الإيرانيين الذين أرادوا شراء العملة الصعبة إلى البحث عن تجار السوق السوداء، في مختلف الأزقة وزوايا الشوارع في العاصمة الإيرانية، فيما عرضت بعض المتاجر بيع الدولار مقابل 150 ألف ريال.

طوابير طويلة

وبات بالإمكان رؤية طوابير طويلة أمام محال الصرافة بالقرب من ميدان فردوسي في وسط العاصمة، وكان الصرافون بحسب الأوامر يطلبون من المشترين إظهار تذاكر سفر إلى الخارج حتى يتمكنوا من الحصول على عملات أجنبية.

وذكر مراسلو موقع "يو أس توداي" إنه جرى إبعاد أولئك الذين لا يملكون تذاكر من الطوابير، حيث كان الكثيرون يأملون في الحصول على حفنة من الدولارات.

وكان سعر الريال الإيراني هبط إلى مستوى قياسي يوم الأربعاء، لتخسر العملة المحلية أكثر من 140 في المئة من قيمتها بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي قبل نحو 4 أشهر فقط.
 
وواجه الاقتصاد الإيراني أوقاتاً عصيبة في الماضي، سواء من خلال الإنفاق على الأسلحة العسكرية في السبعينيات، أو العقوبات الغربية في أعقاب الثورة الخمينية عام 1979 واحتلال السفارة الأميركية.

بلاد الإحباط

لكن هذه المرة  تبدو مختلفة، فقد تدهورت العملة الإيرانية قاتلة معها الآمال التي حملها الإيرانيون في أعقاب الاتفاق النووي لعام 2015 الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية.

وقال مصطفى شهريار (40 عاما) الذي كان يسعى للحصول على دولار: "الجميع يشعر بتوتر شديد"، ملقيا باللوم بشكل كبير على حكومة بلاده.

وأردف: " لا يوجد بصيص أمل في أن تتحسن الأوضاع، لأن كل شيء يعتمد أولا على سياسة الحكومة لحل هذه المشكلة، ولم نلحظ حتى أي طريقة فعالة أو أسلوب ناجع لإنهاء هذه الأزمة".

وفي نفس السياق، قال شاب كان يصطحب خطيبته لشراء دولارات: " لدينا بعض المدخرات، وقيمة أموالنا تتراجع كل يوم بينما يستمر سعر الدولار في الارتفاع".

وتابع سعداد (25 عاما) الذي لم يذكر اسمه كاملا لأسباب أمنية "لقد فكرنا في أننا يجب أن نشتري بعض الدولارات لحماية ما تبقى لنا"، وهنا قاطعته خطيبته فاطمة البالغة من العمر 24 عاما: "فستان الزفاف يتغير سعره باستمرار، للأسف أصبحت كل متطلباتنا للزفاف والزواج غالية جدا".

وبينما كان رجل ينتظر في طابور طويل للحصول على الدولار في محل صرافة، تمتم مع ابتسامة ساخرة: "إنها إيران بلاد الإحباط".