كلما ازداد الخناق عليها .. كلما لوحت بالتصعيد، فهذه هي عادة إيران منذ أن حكمها نظام الملالي، ومؤخرا لم تكتف طهران بتهديد الملاحة البحرية فحسب، بل كشف مسؤولون أميركيون أنها تعد فعلا لإجراء مناورات عسكرية استفزازية كبرى في الخليج العربي.
وقالت المصادر الأميركية لرويترز، الخميس، إن الحرس الثوري الإيراني يجهز على ما يبدو أكثر من 100 سفينة لهذه التدريبات التي ربما يشارك فيها المئات من أفراد القوات البرية.
وبينما بدا غامضا الموعد الدقيق لموعد هذه المناورات، توقع مسؤولون أميركيون أن تبدأ خلال الساعات المقبلة.
وتتزامن هذه الاستعدادات الإيرانية مع تكثيف واشنطن الضغوط الدبلوماسية على طهران، فضلا عن اقتراب يوم 7 أغسطس، وهو الموعد المقرر لتعيد واشنطن فرض أول دفعة من العقوبات الاقتصادية بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي.
ويعلق خبراء على "توقيت" التلويح الإيراني بهذه المناورات، قائلين إنه يندرج في إطار مسرحيات نظام الملالي الذي اعتاد على إصدار تصريحات استفزازية، أكثر منها فعلية.
ومن بين هذه التصريحات الاستفزازية تهديد الحرس الثوري الإيراني بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي لشحنات النفط.
لكن درجة الاستفزاز هذه المرة بلغت بإيران مداها، بعدما أكدت القيادة المركزية الأميركية أنها رصدت زيادة في الأنشطة الإيرانية.
وقال الكابتن بيل إيربان المتحدث باسم القيادة المركزية التي تشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط: "نحن على علم بالزيادة في العمليات البحرية في الخليج العربي، ومضيق هرمز، وخليج عمان".
وأضاف "نتابع الوضع عن كثب، وسنواصل العمل مع شركائنا، لضمان حرية الملاحة، وتدفق التجارة في الممرات المائية الدولية".
لكن واشنطن تواجه هذه التحركات الإيرانية، مؤكدة مواصلتها العمل مع حلفائها لضمان حرية الملاحة وتدفق التجارة في الممرات المائية الدولية، إلا أنها حتى الآن لم تصل إلى حد الاستعانة بالجيش الأميركي للتصدي لإيران ووكلائها.
هدف التصعيد
ويقول مراقبون إن هدف التصريحات والتهديدات الإيرانية رفع درجة حرارة المناخ السياسي المتوتر أصلا، واحتواء الغضب الشعبي "باللعب على وتيرة الوطنية" في وقت شديد عصيب تمر به على الصعيد الداخلي.
لكن معلومات المخابرات الأميركية تشير إلى أنها قد تحشد الإيرانيين في نهاية المطاف ضد الولايات المتحدة، وتعزز وضع حكام إيران المتشددين.
ويعاني الاقتصاد الإيراني ضغوطا كبيرة، خاصة بعد أن هبطت العملة إلى مستويات جديدة، هذا الأسبوع.
وخرج عدد من الاحتجاجات في إيران، منذ بداية العام، على ارتفاع الأسعار، ونقص المياه، وانقطاع الكهرباء، وما وصفه متظاهرون بالفساد.
واحتشد المئات، الثلاثاء والأربعاء، في عدة مدن مثل أصفهان وشيراز والأهواز، احتجاجا على ارتفاع التضخم، ومن بين أسبابه ضعف الريال الإيراني.