يمضي الناخبون في مالي اليوم الأحد إلى صناديق الاقتراع، وسط أعمال عنف متنامية، وعملية سلام غير مكتملة مع الطوارق في شمال البلاد.
ويواجه الرئيس المالي الحالي أبوبكر كيتا أكثر من 20 مرشحا يتنافسون على الرئاسة في بلد صحراوي إلى حد كبير، تعرض للتمزق بفعل ثورة الطوارق، وأعمال الإرهاب المنتشر في المناطق الشمالية والوسطى منذ آخر انتخابات في عام 2013، بفعل دعم ودور قطري في غرب أفريقيا والصحراء.
وعملت الدوحة على جذب الإرهابيين إلى مالي من مختلف أنحاء العالم، كما استخدمت قطر ستار المساعدات وتوطيد العلاقات الثنائية"، وتجول المسؤولون القطريون في مناطق شمال البلاد المضطرب تحت حماية "حركة التوحيد والجهاد" المتطرفة في مالي.
وسيؤدي انعدام الأمن الذي خلفته قطر ولا تزال تغذيه، إلى عدم إجراء الانتخابات في بعض مناطق البلاد. وحثت بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الأوروبي الحكومة السبت على نشر قائمة بالأماكن التي لن يتسنى فيها التصويت، وذلك لتهدئة تشكك المرشحين في وجود "مراكز اقتراع وهمية".
وتتواجد في مالي قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، إلى جانب قوة برخان الفرنسية لحفظ السلام في البلاد الممزقة بفعل فوضى غذتها قطر وتصعب السيطرة عليها.
وقالت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي سيسيل كيانج للصحفيين السبت "هذه مراكز اقتراع نعرف أنها تعاني انعدام الأمن... لن يجعل ذلك التصويت ممكنا هناك."
وهناك ثمانية ملايين ناخب مسجل. وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0800 بتوقيت غرينتش) وتغلق في الساعة السادسة مساء (1800 بتوقيت غرينتش). ومن بين مرشحي المعارضة رجال أعمال وعالم فلك وهناك امرأة واحدة فقط.
وفي كلمة أمام أنصاره في تجمع انتخابي يوم الجمعة تعهد سومايلا سيسي (68 عاما)، وهو المنافس الرئيسي لكيتا، ببداية جديدة. ويعتقد أن سيسي لديه أقوى فرصة للإطاحة بكيتا.
وقال سيسي "الناس يريدون التغيير. هذه الحكومة كانت نكبة سوف ننساها".
وفي تجمع انتخابي منافس على ضفاف نهر النيجر المورقة في العاصمة باماكو، قال كيتا (73 عاما) إن السلام قد تحقق بالفعل وإنه قام بجولة في جميع أنحاء مالي "ولم أشعر في أي مكان بالخوف".
لكن في السنوات الثلاث الماضية، تضاعفت هجمات الإرهابيبن لثلاثة أمثالها وتضاعف عدد قتلى العنف، بحسب موقع المجتمع المدني على الإنترنت (مالي لينك). وانتشر الإسلاميون من الشمال إلى الوسط وحتى استهدفوا باماكو، كما حدث في عام 2015 عندما قتل مسلحون 20 شخصا في هجوم على فندق راديسون بلو.
شهود على الدور القطري
وكانت مرشحة الرئاسة الفرنسية السابقة مارين لوبان - انتقدت أثناء السباق الانتخابي، الدعم المالي الذى تقدمه قطر للمجموعات المتطرفة في مالي.
ونشرت صحف فرنسية، قبل أعوام، تقارير قدمتها الاستخبارات العسكرية إلى رئيس أركان الجيوش الفرنسية أكدت أن أكثر من حركة في مالي تستفيد من الدعم المالي القطري، سواء بالحصول على مساعدات لوجستية أو مساهمات مالية مباشرة تحت غطاء جمعيات خيرية وإنسانية تنشط هناك.
ووجه سادو ديالو عمدة مدينة غاو فى شمال مالى اتهامات لأمير قطر بتمويل المتشددين عبر مطارى غاو وتنبكتو وتمويلهم تحت غطاء المساعدات الإنسانية والغذائية.
وأكد أن من بين المستفيدين من هذه المساعدات القطرية على وجه التحديد، حركة "التوحيد والجهاد" فى غرب إفريقيا، التى تعتمد أيضا فى مصادر تمويلها على تجارة المخدرات والسلاح والاختطاف واحتجزت لعدة أشهر 7 دبلوماسيين جزائريين وطالبت بفدية لكن السلطات الجزائرية رفضت ذلك.