تنطلق في جمهورية مالي غربي أفريقيا اليوم الأحد، الدورة الأولى في انتخابات رئاسية بين الرئيس الحالي أبوبكر كيتا الساعي لولاية ثانية، وبين عدد من المنافسين أبرزهم زعيم المعارضة سمويلا سيسي، والعالم الفلكي شيخ موديبو ديارا القادم إلى دهاليز السياسة بعد سنوات في وكالة الفضاء الأميركية ناسا.
والمرشح ديارا المولود عام 1952، هو فيزيائي فلكي، ورجل أعمال، وسياسي مالي، ورئيس وزراء مالي بالإنابة من أبريل 2012 حتى ديسمبر 2012.
تخرج ديارا الحاصل على الجنسية الأميركية، بشهادة الدكتواره في الهندسة الميكانيكية، من جامعة هوارد بواشنطن العاصمة، لينضم إلى معمل الدفع النفاث بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ليكون عنصرا مهما في ناسا، التي لعب فيها عدة أدوار منها دوره في مسبار ماجلان لكوكب الزهرة.
إضافة إلى مسبار يوليسس للشمس، ومركبة الفضاء غاليليو إلى المشترى، ومرصد المريخ وپاثفايندر المريخ، إلى أن أصبح مديرا للتوعية والتعليم في برنامج ناسا لاستكشاف المريخ.
ورغم عدم توقع حظوظ كبيرة لعالم الفضاء ديارا في انتخابات شديدة التعقيد، ووسط عدد كبير من المنافسين، إلا أن ديارا يراهن على الإصلاحات والتنمية في بلد لا يزال مضطربا، بعد أن أصبح مسرحا دوليا لمكافحة الإرهاب.
ولا يزال الجدال مستمرا في شمال البلاد المضطرب، حيث يطالب الطوارق وبقية سكان الشمال، بنوع من الحكم الذاتي، وبحقوقهم السياسية، إضافة إلى وجود قوات دولية تسعى لاجتثاث جماعات إرهابية لا حصر لها، مما يزيد الأمور تعقيدا.
ويحاول الرئيس الحالي أبوبكر كيتا، إقناع الناخبين أنه الخيار الأمثل، بعد خمس سنوات قضاها في محاولة استتباب الأمن في البلاد كما يصرح، وهو رأي يرى معارضيه أنه غير صحيح، بعد أن عجز في التقدم بالبلاد من الناحية الأمنية بعد فترته الأولى.
وتظهر استطلاعات أولية مدى الانقسام في الشمال بين المرشحين الثلاثة، في منطقة الظروف بها غير مهيأة أمنيا للناخب حيث تجوبها جماعات إرهابية مسلحة ومتنكرة لا تزال تتوعد بأعمال عنف في طول البلاد وعرضها.
ووسط المخاوف الأمنية أيضا، تعلو أصوات المعارضة كذلك، خشية استغلال الظروف السيئة التي تمر بها البلاد، واستغلالها في تزوير نتائج الانتخابات.
وندد فريق زعيم المعارضة سيسي الذي كان قد هزم بفارق كبير في الجولة الثانية من انتخابات 2013 أمام كيتا، بالاختلاف بين قاعدة البيانات التي أعدت وفقها بطاقات الناخبين، وتلك التي نشرت إلكترونيا، والتي تنطوي بحسب فريق المعارض على تكرار لأسماء ناخبين وعلى مكاتب اقتراع لا وجود لها.
وفي النهاية، نظرا للمخاوف الأمنية، ومنها خطر الإرهاب، والإحباط السائد في الشمال الذي يمثل أكثر من نصف مساحة البلاد، يرى مراقبون أن ضعف الإقبال هو الذي سيخيم على هذه الانتخابات، رغم الجهود والدعم الذي وعدت فرنسا ببذله من خلال قواتها التي تشارك في بسط الأمن في البلاد.
ويتوقع أن تصدر أولى نتائج الاقتراع في غضون 48 ساعة، والنتائج الرسمية المؤقتة في 3 أغسطس على أقصى تقدير. وفي حال الاضطرار لجولة ثانية ستنظم في 12 أغسطس.