بعد 5 سنوات من هروب موظف وكالة الأمن القومي الأميركية السابق، إدوارد سنودن، من هاواي إلى موسكو، تتزايد الأدلة على أن الروس قد سئموا منه، وفق ما ذكرت وسائل إعلام غربية.
وقد سرب سنودن في يونيو 2013 تفاصيل برنامج تجسس يسمى "بريسم" إلى صحف بريطانية وأميركية، ما دعا القضاء الأميركي لتوجيه تهمة التجسس وسرقة ممتلكات حكومية تتعلق بالدفاع الوطني له.
واختلف الحال منذ مجيئه إلى روسيا لأول مرة قبل 5 سنوات، إذ لم تعد الحكومة الروسية تتعامل مع ملف سنودن بشكل علني، وتحولت القضية إلى أكثر سرية، وبات الرجل مختفيا عن الأنظار.
وتقلص ظهور سنودن عبر الإنترنت باستخدام برنامج الفيديو "سكايب"، والذي اعتاد على استخدامه في بث خطابات إلى مؤتمرات في دول عدة، كما باتت تغريداته عبر حسابه في تويتر أقل بكثير.
وقد أجرى سنودن هذا الشهر مقابلة عبر الهاتف مع صحيفة "الغارديان" البريطانية، على خلاف أول مقابلة معه، التي كانت وجها لوجه في إحدى الغرف الفندقية في العاصمة الروسية موسكو.
ولم تعد الذكرى السنوية لهروب سنودن من الولايات المتحدة إلى روسيا موعدا مهما، حتى بالنسبة لوسائل الإعلام الروسية المحلية، التي دأبت في السنوات السابقة على "الاحتفاء" بالرجل في شهر يونيو.
وينظر مراقبون إلى هذا السلوك الروسي مع سنودن وقضيته على أنه تغير بشكل كبير مع ملف شغل حكومات عدة في العالم، ويعتبرون ذلك مؤشرات على أن علاقة سنودن مع موسكو بدأت تتعكر.
وفي الأيام الأولى من هروبه إلى روسيا، نشر سنودن عددا من الصور الفوتوغرافية التي تؤكدا أنه يمارس حياته بشكل طبيعي، كان من بينها وهو يتسوق في إحدى المتاجر وفي المسرح وعلى ضفاف النهر في العاصمة الروسية.
وفي حين تم تمديد تصريح بقائه في روسيا حتى عام 2020، راجت شائعات بأن الروس أرسلوا سنودن إلى مدينة نائية في جبال الأورال ذاع صيتها بسبب احتضانها أحد المعتقلات الأكثر قسوة خلال الحقبة السوفيتية.