تتوحد غالبية القوميات التي تشكّل إيران تقريبا في معاناتها المعيشية جراء سياسات النظام الإيراني، الذي يهدر الأموال على تدخلاته في الخارج، ويخنق في نفس الوقت مواطنيه في ظروف اقتصادية قاسية.

ولعل أخطر ما في الاحتجاجات المستمرة ضد النظام الإيراني منذ أسبوعين، أنها لا تقتصر على عرق أو قومية بعينها، بل تشارك تقريبا فيها عرقيات إيران بأكملها ولو بدرجات متفاوتة.

كما يعطي الانتفاضة الحالية زخما قويا مشاركة الإيرانيين من القومية الأذرية، وهم ثاني أكبر قومية بعد الفرس، ويبلغ عددهم نحو 20 مليون نسمة.

ويعد الأذريون من أهم القوميات التي انتفضت ولمرات عديدة في وجه النظام البهلوي، وكانت مشاركتهم في ثورة 1979 سببا كبيرا في الإطاحة بحكم الشاه محمد رضا بهلوي، واعتلاء الملالي السلطة قبل أن يشاركوا الآن في الاحتجاجات ضدهم.

وتضم إيران، علاوة على القومية الفارسية التي تهيمن على النظام وتصنع قراراته، قوميات أخرى تشمل العرب الأحوازيين والبلوش والكرد والتركمان.

وبحسب الإحصائيات فإن الفرس يشكلون من 30 إلى 40 في المئة من عدد سكان البلاد، أما الأذريون فتتعدى نسبتهم في بعض التقديرات 25 بالمئة من سكان إيران.

في حين تصل نسبة العرب من 8 إلى 10 في المئة، أما الأكراد فتتراوح نسبتهم من 8 إلى 10 في المئة، والبلوش من 3 إلى 4 في المئة، أما قوميات اللور والتركمان والبختياري والأرمن فلا تتجاوز نسبتهم في إيران الواحد في المائة.

ويجمع النظام الإيراني بين كل هذه الأقليات في سياساته القمعية إذ يمنع استخدام لغاتهم بشكل رسمي، وهم يعانون من القيود المفروضة على الحركة، بالإضافة إلى تجريدهم من الحقوق المدنية الأخرى، وهذا كله كان جزءا من اندلاع الانتفاضة الحالية رغم أن المحرك الأساسي لها كان معيشيا.