كشفت أبحاث علمية أن المدن المزدحمة يعاني سكانها بمعدلات كبيرة من الاكتئاب والقلق، وهو ما يعني أن الحياة في المدينة تكون أكثر إرهاقا وإجهادا.
وأوضحت "الغارديان" أن القاهرة من أكثر مدن العالم إرهاقا وإجهادا، وذلك بسبب حركة المرور الكثيفة التي تستنزف طاقة السكان وتخنقهم نفسيا وجسديا.
وقال دانييل بوب، عالم مختص في الضوضاء، إن القاهره واحدة من أكثر المدن إزعاجا، بسبب طبيعة شوارعها الضيقة ذات المباني المرتفعة، ما يخلق بيئة مناسبه جدا لحدوث الضجيج.
ونشرت دراسة، عام 2011، في مجلة "نيتشر" تظهر أن سكان المدن يعانون كثيرا من الاكتئاب والقلق، مقارنة بالأشخاص الذين يعيشون في الريف، وذلك من خلال مسح دماغي للمخ أجري لعينة منهم.
كما وجدت الدراسة علاقة قوية بين الكثافة السكانية وصحة الإنسان وحالته النفسية، حيث كلما زاد عدد السكان في مدينة ما أو مساحة صغيرة، يكون أولئك السكان معرضين بشكل كبير للاكتئات والقلق.
ووفق دراسة أعدتها "مايلز" في مدينة ميامي، التي تقع في الترتيب السابع من حيث المدن التي يعاني سكانها من الضغط وفق تصنيف لمجلة "تايم" ، فإن السكان المتركزين في المناطق التي تعاني ازدحاما مروريا هم أكثر عرضة للاكتئاب. كما توصلت أيضا أن المساحات الخضراء تقلل من التوتر.
مدينه مومباي الهندية، هي الأخرى من بين أكثر المدن إزعاجا، وذلك بسبب الكثافة السكانية، حيث تتسع لكل ساكن 5 أمتار مربعة فقط.
وفي المقابل، هناك مدن خالية من الضغوطات وحالات الاكتئاب، حيث تعطي الأولولية للصحة النفسية والعقلية لمواطنيها، ومن بين هذه المدن بوغوتا، عاصمة كولومبيا، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 8 ملايين.
وخلصت الدراسة إلى أنه يجب معالجة أكبر مسببات الضغط، لجعل الحياة في المدن أكثر سهولة وأقل ضغطا، ومن بين هذه الحلول توفير شبكة مواصلات جيدة وتوفير المساحات الخضراء.
"الغارديان" تقترح أيضا تدشين مساحات تشبه "سيتي بارك" الموجودة في مدينة برادفورد، التي توفر مكانا للاسترخاء والاختلاط، في غياب تام لحركة السيارات، وهو ما يعزز الصحة والعقلية ويخفف التوتر.