تعج المشاعر المقدسة في مكة المكرمة بالجمعيات الخيرية والتطوعية والشركات الغذائية، التي تتبارى في تقديم المشروبات والمأكولات للحجيج، ابتداء من الماء وليس انتهاء بـ"الآيس كريم".
وقال مجد بن غيث (19 عاما)، من شركة رحماء الدولية للتجارة المحدودة لـ"سكاي نيوز عربية"، إنه تطوع لسقاية الحجيج على صعيد جبل عرفة. وأضاف "نوزع المياه المثلجة كي يرتوي الحجاج، كما ونرش عليهم المياه للتبريد من حرارة الجو".
وقد دأب عبد الرحمن الصويلحي (42 عاما)، الذي يملك شركة تموين غذائي خاصة، على القدوم يوميا بعربة محملة بالتمور والعصائر من أجل توزيعها مجانا على الحجاج في محيط الحرم المكي. وقال "أقوم بذلك كل موسم حج. خدمة الحجيج شرف لنا".
وعلى جبل عرفة، اصطفت مئات الشاحنات والبرادات الضخمة على جانبي الطرق المؤدية إلى جبل الرحمة، محملة بالمياه والعصائر والألبان والمشروبات الغازية والفواكه والأطعمة الخفيفة، وحتى "الآيس كريم"، وكلها توزع منتجاتها على ضيوف الرحمن مجانا.
وقال عبد الغني الشهري (28 عاما)، الذي يعمل في التسويق لدى إحد شركات الآيس كريم في السعودية، بينما كان يناول الحجاج الذين تدافعوا حوله المثلجات "نوزع الآيس كريم على الحجاج في عرفة كل عام. الطقس حار جدا وهذه يخفف عليهم كثيرا".
ويضيف أن شركته توزع آلاف القطع من الآيس كريم على الحجاج خلال موسم الحج، في مختلف المشاعر المقدسة، بدءا من جبل عرفة مرورا بمزدلفة وصولا إلى منى، حيث رمي الجمرات.
كما تنتشر في المشاعر المقدسة عشرات السيارات المحملة بالوجبات الساخنة، التي يوزعها الناس طلبا للأجر. ويقول خالد الشيباني، إنه جاء "ليوزع وجبات المندي على الحجاج ترحما على روح والده المتوفى".
وكان الحجاج فيما مضى من سنوات يضطرون إلى التزود بالطعام والشراب خلال تنقلهم في رحلة الحج بين المشاعر المقدسة، إلا أن هذه المظاهر بدأ تختفي حديثا مع كثرة القائمين على توزيع المواد الغذائية على الحجيج مجانا.