"حرب باردة" تلك التي تدور في الخفاء بين المغرب والجزائر، حيث يسعى كل واحد منهما إلى تصنيف موسيقى الراي موروثا غنائيا شعبيا خاصا به لدى الهيئات الدولية المختصة.
ويأتي هذا الصراع بعدما أعلنت الجزائر تقدمها بطلب رسمي إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، لتصنيف الراي موروثا غنائيا جزائريا.
وقال وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، إنه من حق أي جزائري أن يغار على موروثه الثقافي، مشيرا إلى أنه جرى تقديم الطلب لدى المنظمة من أجل الحفاظ عليه وحمايته.
وفي إشارته إلى المغرب الذي يسعى هو الآخر لتصنيف هذا الفن موروثا تابعا له، ذكر ميهوبي أنه اطلع على تقارير إعلامية تؤكد مساعي بعض الأطراف والدول من أجل نسب هذا الفن الموسيقي إليها كتراث وطني، مضيفا أن الجزائر اعتمدت هذا الإجراء لحماية تراثها من السطو أو التحريف.
وقالت صحيفة "الخبر" الجزائرية" إن المغرب يخوض "حربا فريدة من نوعها في السنوات الأخيرة" على الجزائر، وذلك بعدما تقدمت وزارة الثقافة المغربية بملف لدى اليونسكو لتصنيف "أغنية الراي تراثا إنسانيا لا ماديا"، مضيفة أن المملكة تحاول "استغلال" الفنانين رضا الطلياني وكادير الجابوني في القضية.
وكان المغرب شهد خلال التسعينيات الكثير من الأسماء التي بزغت في فن الراي، من بينهم"محمد راي"، و"الشاب عمرو"، و"الشاب رزقي" و"ميمون الوجدي" و"هند حنوني" الملقبة بالداودية.
وفي وقت يجتهد فيه المغرب والجزائر لنسب هذا التراث إليهم، يرفض باحثون أكاديميون هذا النقاش، حيث يقولون إن فن الراي لا ينتمي لأية دولة أو جهة، وأجمعوا، خلال ملتقى دولي نظم في وقت سابق بمدينة وجدة المغربية، أن "فن الراي يعتبر من الإبداعات التي تميز الجهة الشرقية والغرب الجزائري، ويشكل امتدادا لثقافة سائدة في المنطقة الجغرافية ما بين البلدين".
كما كشفوا أن هذا "الصراع" يخفي أشياء أخرى أكثر أهمية لها علاقة بالسياسة، مشددين على أنه لا يجب "تسييس فن الراي" واستغلاله لمصالح سياسية، بل يجب على الرباط والجزائر العمل معا للدفاع عن هذا المشترك الثقافي الذي يجمعهما.