في غرفة مزينة مليئة بالبخار في العاصمة الأردنية عمان يغتسل مجموعة من الرجال، ويجري تنظيف أجسادهم وتدليكها. وقال إحسان الطويل، المدير العام لحمام الأمويين الذي افتتح قبل شهرين، إنه سعيد لعودة هذا التقليد القديم مرة أخرى.

ويرتاد هؤلاء الرجال واحدا من العديد من الحمامات التركية التي أُنشئت حديثا، والتي تزايدت شعبيتها في الأردن خلال السنوات القليلة الماضية.

ويقول الطويل: "الحمد لله كان الإقبال كبيرا من أول يوم افتتحنا فيه الحمام. ويوما بعد يوم تكثر في الأردن، انتقالاً من الشام. فهي أخدت الطابع الشامي، والطابع التركي، ما بين الحمامات تسمى تركية أو مغربية."

ويُرجع الطويل هذه الزيادة في الاهتمام بالحمامات إلى تدفق اللاجئين السوريين إلى البلاد. ويضيف: "زادت لأنه هم معظم أهل الشام. استقروا في عمان فبدأت المشاريع، وصاروا بحاجة لهذه الحمامات".

كما أصبحت الحمامات مقصدا للعرسان الجدد قبل زفافهم. ويشارك أعضاء أسر العرسان الجدد والأصدقاء المقربون الذين يحتفلون بالرقص والتصفيق قبل أخذ الحمام.

وقال عريس جاء إلى الحمام قبل زفافه إن هذه تجربة فريدة، مضيفا أنه استمتع بها. وتابع: "الحمامات التركية منتشرة، فكرة حلوة وجديدة".

والحمام التركي الذي ظهر لأول مرة خلال حقبة الإمبراطورية العثمانية هو النموذج المعدل للحمامات الرومانية. ويبدأ الحمام عادة بغرفة استرخاء دافئة يعقبها تنظيف الجسم والاستحمام وينتهي بالتدليك.

وكان الكثير من الأردنيين يسافرون إلى دمشق من أجل حماماتها الشهيرة، لكن هذه الرحلات توقفت فجأة عندما اندلعت الحرب في البلاد قبل أكثر من خمس سنوات.