"سأقضى عليكم ولو كان آخر عمل في حياتي" جملة شهيرة اقترنت بالرجل "الشرير" في الرسوم الكرتونية المعروفة" السنافر". ولم يكن صوت هذا الشرير سوى الفنان اللبناني جوزيف نانو الراحل الذي أجاد أدوار الشر.
لم ينل نانو الذي رحل عن عالمنا هذا الأسبوع تعليما جامعيا، إذ أجبره مرض "التيفوئيد" عن مغادرة مقاعد الدراسة عندما كان في العاشرة، فعمل على الآلة الكاتبة في المحاكم اللبنانية.
لكن الهواية والصوت فتحت له بابا إلى الفن بكل أشكاله: المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة والدبلجة الخاصة بالرسوم المتحركة.
وكان بدايته أن احتاجت فرقة من الهواة لشخص يؤدي دورا في مسرحية "صلاح الدين الأيوبي"، وأبدع نانو في الدور الموكل له، فنجح أيضا في أداء دور آخر استم بالشر في إحدى مسرحيات المسرحي اللبناني سمير فوزي، لينجز نحو 20 عملا مسرحيا.
ومن المسرح إلى الإذاعة، انتقال الفنان الذي ولد عام 1935، ففاز في مسابقة لتقليد الأصوات أجرتها إذاعة "بي بي سي"، وانطلق في هذا المعالم منشدا ومقلدا وممثلا.
وفي السينما، كان نانو ممثلا مشاركا في أفلام عدة منها:" كلنا فدائيون"، و"الأجنحة المتكسرة"، و"العمياء"، و"طريق الخطايا"، وشارك في مسلسلات منها : "القناع الأبيض" و"نساء في العاصفة" و"البخلاء".
ومثل كثيرين من أبناء بلاده، هاجر هاجر ناونو الأب لاربعة أولاد لبنان مع اندلاع الحرب الأهلية في سبعينيات القرن الماضي، واستقر في السويد البعيدة، وذلك بعد أن كان من أهم نجوم "تلفزيون لبنان والمشرق".
لكن الشخصية التي رسخت في بال كثيرين من العرب عندما كانوا أطفالا "شرشبيل" أو غارغاميل في النسخة الإنجليزية، والتي أتقن جوزيف نانو استخدام صوته في تجسيد شرها في المسلسل الكرتوني المدبلج "السنافر".