نذر فنه وحياته من أجل تعريف العالم برسالة الإسلام المتسامحة، فاغتالته يد التطرف. إنه المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد الذي تحل الذكرى العاشرة لرحيله في تفجيرات بالعاصمة الأردنية عمان.

واشتهر العقاد المولود في محافظة حلب السورية عام 1930، بولعه بالتاريخ الإسلامي والعربي، فقدم فيلم "الرسالة" عام 1976 وقام ببطولته الممثل العالمي أنتوني كوين، فكان علامة بارزة في تاريخ السينما العالمية. وقدم نسخة عربية من ذات الفيلم بالاستعانة بممثلين عرب، ومثل دور البطولة الفنان المصري عبدالله غيث.

وأراد العقاد أن ينشر رسالة الإسلام المعتدل عبر الفن، ونجح في ذلك، ففيلمه الذي لاقى إعجابا واسعا كان السبب في اعتناق الآلاف للإسلام في الغرب، بحسب وسائل إعلام مختلفة.

كما أخرج العقاد فيلم "أسد الصحراء" عام 1981، الذي يتناول قصة المناضل الليبي عمر المختار والذي جسد شخصيته أيضا أنتوني كوين.

ويعد العقاد نموذجا في التحدي والإصرار، فالفتى ذو الـ18 عاما الذي نشأ في أسرة فقيرة حلم بأن يدرس الإخراج السينمائي في الولايات المتحدة، وهو ما أثار استغراب واستخفاف من حوله.

لكن ذلك لم يثبط من عزيمته، ونجح في الالتحاق بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وتخرج منها عام 1958. ويعد معاناة دامت 4 سنوات مع سوق العمل، استطاع العقاد أن يلتحق بهوليود ويعمل مساعدا للمخرج العالمي ألفريد هيتشكوك.

وبدأ العقاد مشواره الفني مع أفلام الرعب، وأخرج سلسلة أفلام هالوين، ويرسخ اسمه كأحد أهم مخرجي أفلام الرعب في العالم.

ولكن حلمه بأن يقدم رسالة فنية هادفة، جعله يتجه إلى إخراج فيلمي الرسالة وعمر المختار.

وأفصح العقاد عن رغبته في إنتاج فيلم عن صلاح الدين الأيوبي، بجودة فنية عالية، لكن المتطرفين لم يمهلوه عندما فجروا فندق جراند حياة في عمان في 9 نوفمبر2005 أثناء حضور العقاد مع ابنته ريما حفل زفاف.

وبينما توفت ابنته في الحال، رحل العقاد بعدها بيومين متأثرا بجراح شعر بها كل من تذوق فنه وآمن برسالته.