احتفلت الحكومة المصرية، الأحد، بافتتاح المرحلة الثانية من إنارة المعابد والمناطق الأثرية بالبر الغربي لمدينة الأقصر، لتكتمل المنظومة التي تتيح للسائحين زيارة الأماكن الأثرية ليلاً، لتلافي درجات الحرارة المرتفعة خلال فصل الصيف.
وقال وزير الآثار ممدوح الدماطي خلال مشاركته في افتتاح المرحلة الثانية من المشروع، "إن الحكومة تهدف من وراء المشروع إلى تحويل الأقصر إلى مزار سياحي على مدار العام بعد أن كان مقصداً شتوياً فقط".
من جهته، طلب رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب، خلال جولته بمدينة الأقصر تمديد مهلة مبادرة مساعدة أهالي الأقصر وأسوان إلى نهاية أكتوبر المقبل، لتشجيع السياحة الداخلية لتلك المدن، تعويضاً عن التراجع الملحوظ في أعداد السائحين الأجانب.
يشار إلى أن المناطق الأثرية بجنوب مصر، وخاصة الأقصر وأسوان، كانت على مر العقود مزارات يقصدها الزوار الأجانب خلال الموسم السياحي الشتوي، في شهري أكتوبر وفبراير من كل عام، بينما جرت العادة أن يزداد الحضور السياحي خلال الاحتفالات بأعياد الميلاد والعام الميلادي الجديد.
وخلال العقود الماضية ازدهرت كافة مظاهر الحياة في تلك المناطق، وبخاصة في مدينة الأقصر، بعد أن تم تقديم أوبرا عايدة، عدة مرات أمام معابد البر الغربي.
غير أن حالة الاضطراب السياسي والأمني، التي شهدتها مصر منذ أحداث 25 يناير 2011 وما تلاها، أوجدت حالة من الركود بسبب التراجع الشديد في حجم السياحة الوافدة إلى الأقصر، الأمر الذي صعد من المعاناة الحياتية لأغلبية أهالي مدينة الأقصر، الذين يعتمدون على النشاط السياحي في تدبير أمورهم الحياتية.
فقد أغلقت شوارع المدينة ومرافقها الترفيهية أبوابها، فيما تراصت عشرات الفنادق العائمة التي كانت تعمل بين الأقصر وأسوان بالقرب من شاطئ نهر النيل، وتوقفت رحلات الزائرين للمعابد الأثرية الشهيرة بالبر الغربي.
ولم يكن مطار الأقصر أسعد حالاً، كما يقول سائق سيارة الأجرة حسن الأقصري، مضيفاً "كنت قبل هذه الأزمة أنقل الركاب بين المطار والبلد (يقصد الأقصر) مرات ومرات يومياً، وكنت في بعض الأحيان، لا أستطيع الاستجابة لكل طلبات الاستدعاء!"
وأضاف، متحدثاً بمرارة: "الآن أذهب يومياً إلى المطار ولكن لا أتمكن إلا من نقل راكب واحد فقط كل 3 أيام، فعدد سيارات التاكسي بالأجرة المصرح لها بالعمل لنقل الركاب بين المطار والمدينة 80 سيارة"، مضيفاً "لقد عشنا لحظات صعبة هنا عام 1997 بعد حادث الدير البحري، ولكن الأمور عادت إلى طبيعتها بعد أشهر قليلة!"
يشار إلى أن مدينة الأقصر شهدت قبل أسابيع إحباط هجوم مسلح قام به 3 من الانتحاريين استهدفوا معبد الكرنك، لكنها لم تؤثر على حركة السياحة نظراً لكونها شبه معدومة أصلاً.
وعلق خالد بركات، أحد أبناء الأقصر قائلاً: إذا كانت هناك أي فائدة لهذه الحادثة، فهي لفت انتباه الحكومة إلى الأحوال الصعبة التي يعانيها أهالي الأقصر وأسوان جراء توقف الحركة السياحية".
وفي الواقع، فقد أتبعت الحكومة المصرية المحاولة الفاشلة للهجوم على معبد الكرنك، بإعلان مبادرة "دعم أهالي الأقصر وأسوان"، من خلال تشجيع السياحة الداخلية ودفع المصريين لزيارة المنطقة لإنعاش الحركة الاقتصادية التي تعتمد بشكل أساسي على النشاط السياحي، وأسرعت بتنفيذ مشروع إنارة المناطق الأثرية بالبر الغربي لمدينة الأقصر.
وقال المدير المصري لمشروع إنارة آثار الأقصر سمير حسن "المشروع يتم تنفيذه بالتعاون مع الجانب الإسباني بتكلفة تصل إلى قرابة 30 مليون يورو، في صورة قرض ميسر من الاتحاد الأوروبي"، مضيفاً أن القرض يتضمن إنشاء مشروع متكامل للحماية والسيطرة والتحكم في المناطق الأثرية.