برحيل الفنان المصري نور الشريف، فقدت السينما في مصر حلقة أخرى من جيل مميز من الممثلين هو جيل الـ"واقعية الجديدة" الذي ضم الشريف وأحمد زكي وآخرين، وامتاز بقدرته على تجسيد الأدوار المعقدة والمتنوعة.
فالشريف الذي ولد عام 1946، واسمه الحقيقي محمد جابر، بدأ حياته كلاعب كرة قدم في نادي الزمالك قبل أن يتحول إلى مجال التمثيل.
وجاءته فرصته الأولى في عالم السينما حين لفت انتباه المخرج الشهير حسن الإمام فأسند إليه دورا في فيلم "قصر الشوق" عام 1966.
وعلى مدرا الأعوام التالية ظهر الشريف في عدد من الأدوار الصغيرة في أفلام مميزة مثل "كلمة شرف" عام 1973 و"دمي ودموعي وابتسامتي" بالعام نفسه.
إلا أن الممثل الموهوب بدأ يفرض تواجده كأحد نجوم جيله بدءا من منتصف السبعينيات بأدواره في أفلام مثل "الكرنك" و"أبناء الصمت" وغيرها.
وعلى مدار عقد الثمانينيات تعاون الشريف مع عدد من أبرز المخرجين المصريين مثل عاطف الطيب في فيلم "سواق الأوتوبيس" ومحمد خان في "الغيرة القاتلة"، كما جسد دور المخرج يوسف شاهين في فيلم من إخراج هذا الأخير هو "حدوتة مصرية"، وتعاون مع شاهين مرة أخرى في فيلم "المصير" الذي جسد فيه دور العالم العربي ابن رشد.
وعرف الشريف باهتمامه بالقضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وجسد دور الفنان الفلسطيني ناجي العلي في فيلم حمل نفس الاسم.
كما جسد دور الكاتب توفيق الحكيم في فيلم "عصفور من الشرق".
وعلى الشاشة الصغيرة قدم الشريف مجموعة متنوعة من الأعمال، فقدم الدراما التاريخية في "عمر بن عبد العزيز" و"هارون الرشيد"، وقدم الكوميديا الاجتماعية في كل من "لن أعيش في جلباب أبي"، و"عائلة الحاج متولي"، كما قدم ثلاثية "الدالي".
وكان آخر أعمال الشريف الفيلم السينمائي "بتوقيت القاهرة" الذي نال جائزة مهرجان وهران السينمائي في الجزائر.