ما كان بناة مسرح مدينة تدمر الروماني في سوريا يتصورون أنه سيأتي اليوم الذي يتحول فيه المكان الذي شيدته أيديهم إلى مسرح لجريمة قتل جماعي على يد مسلحي تنظيم الدولة.
فالمسرح الذي يرجح المؤرخون أنه بني في النصف الأول من القرن الثاني الميلادي، وأعيد بناؤه بعد انهياره عام 273م ظل لسنوات مكان لعرض الفنون المختلفة.
ففي عام 1958م، أعادت مديرية آثار "تدمر" بناء منصة التمثيل، كما أعيد بناء 35 عموداً ضخماً في واجهة المنصة الرئيسية للمسرح التاريخي، الذي توسطه باب دخول الممثلين المبني على شكل محراب واسع تتقدمه قواعد تحمل أربعة أعمدة ضخمة، وهي تحمل بدورها جبهة مثلثة نقش عليها قرص الشمس الذي يرمز إلى مدينة "تدمر".
ومنذ ذلك الحين، استضاف المسرح التاريخي عروضا تنوعت بين الرقص والموسيقى واستضاف عروضا راقصة وحفلات موسيقية من مختلف أنحاء العالم.
إلا أن هذا كله انتهى مع سيطرة مسلحي تنظيم الدولة على مدينة تدمر في يونيو الماضي، حيث نشر تنظيم الدولة شريطا مصورا الأحد يظهر عملية إعدام لـ25 جنديا من الجيش السوري في مدينة تدمر الأثرية بحمص على يد أطفال ينتمون لداعش.
ويظهر الشريط نقل الجنود في شاحنات من سجن تدمر إلى موقع المسرح الأثري حيث يتم قتلهم في نفس البقعة التي كانت ذات يوم تستضيف الفنون الجميلة.