تشتهر جزيرة صقلية الإيطالية بمسارح الدمى وصناعتها. ومنذ القرن السادس عشر، يلقي الرواة قصصهم باستخدام الدمى في الأماكن العامة، لتصبح هذه العادة تقليدا متبعا وموروثا حضاريا في صقلية.
يقف جيش من الدمى الصقلية استعدادا للعرض المقبل، حيث يحكي تراث الماضي لأجيال الحاضر، بطريقة جذابة وشائقة.
صنعتها أياد شغوفه لعائلة إيطالية من صقلية، وعبرها يكمل فرانشيسكو سالامانكا مسيرة أبيه، حيث صنع آلاف الدمى في 50 عاما، تتميز كل شخصية منها بقصة مختلفة عن الأخريات.
وللدمى الصقلية تاريخ قديم في التراث، فقد كانت تستخدم من قبل رواة القصص المتجولين في المعارض العامة منذ القرن السادس عشر، ومنذ ذلك الحين، أصبحت تقليدا متبعا في صقلية، وأطلقت عليها اليونيسكو في 2001 مسمى "تحفة فنية لتراث الإنسانية الشفهي وغير المادي".
ولا يقتصر جمهور دمى سالامانكا على الصغار فقط، فقصصه التراثية تجذب الكبار أيضا.
لكن هذه المهنة باتت تمثل عبئا على سالامانكا، الذي قال: "هذا النوع من الفن نبع من أسطورة من القرون الوسطى، يقدرها الجيل الجديد، إلا أن الصعوبة تكمن في عدم دعم الحكومة لهذا النوع من الفنون مما يجعل الاستمرار فيه صعبا".
وتشارك أنغوليتا زوجها في صناعة الدمى، فبينما يقوم هو بأعمال النجارة المختلفه التي تتطلب منه ما بين 15 إلى 30 ساعة لصنع دمية واحدة، تخيط زوجته ملابس الدمى حسب القصة التي ترويها شخصيتها.
وكان فرانشيسكو سالامانكا الوحيد في صقلية الذي يصنع هذه الدمى التقليدية، إلى أن أبدى ابنه إيمانويلي رغبتهة في السير على منواله.
ويقول إيمانيويلي: "الاختلاف بين الدمى الصقلية والدمى الأخرى يكمن في خفتها وحجمها، فالدمى العادية مصنوعة من القماش ويتم تحريكها عن طريق الخيوط، أما الدمى الصقلية فهي أكبر حجما ومصنوعه من الخشب، ويتطلب تحريكها استخدام عصا معدنية".