رغم جذوره الضاربة في عمق التاريخ ومنازله التي تعود إلى الحقبة العثمانية والمدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ورغم دوره الكبير في ثورة الجزائر، إلا أن حي القصبة في العاصمة الجزائرية برغم هذا الإرث يتداعى رويدا رويدا، ويئن تحت وطـأة أكوام القمامة وسوء الخدمات البلدية.

لكن أحد جوانب المعاناة في الحي التاريخي على وشك أن يزول، حيث قامت مجموعة من الناشطين الجزائريين الجمعة الماضي يرتدون قفازات بلاستيكية وحاملين أكياس القمامة بالتنقل بين شوارع الحي العتيق يلتقطون القمامة وينظفون المنطقة التي تكدست فيها أكوام القمامة.

وجاءت المبادرة عبر فكرة طرحتها الشابة الجزائرية ياسمين بوتشيني (25 عاما) والتي قالت إن هذه المبادرات يجب أن تنظم في جميع أنحاء البلاد، حيث يفعل الشباب أشياء أهملت الحكومة تقديمها للمجتمع.

وقالت بوتشيني: "هذا النوع من المبادرات سيعيد للمجتمع المدني دوره"

وقال المتطوع محفوظ توليب "هناك الكثير من الحقائب والأكياس والزجاجات، هناك الكثير من الزجاجات وعلب الصودا المليئة بالبول. هناك الكثير من هذه الزجاجات. هذا أمر مثير للاشمئزاز".

وما إن وضعت القمامة في الأكياس، بدأ المتطوعون في وضعها في أماكن القمامة التي وفرتها لهم الحكومة.

كما كشفت بوتشيني عن وجود مبادرات مشابهة في جميع أنحاء البلاد، تشمل تنظيف الشواطئ قبل دخول الصيف، تم تنسيق الكثير منها عبر المواقع والنشاط على الإنترنت - في انفصال ملحوظ عن التوجه لانتظار السلطات لإصلاح الأمور.