في مدينة حلب ، التي يعود تأسيسها إلى ألفي عام قبل مولد السيد المسيح، وتعد واحدة من أقدم المدن المأهولة، لم يقتصر تأثير النزاع الدامي السوري على السكان فقط وإنما تعداها إلى آثار المدينة وتراثها.

ففي قلعة حلب، التي يعود عمرها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وظلت شاهدا على العديد من الحقب التاريخية كالبيزنطية والأيوبية والمملوكية، والتي صنفتها منظمة "اليونسكو" موقعا تراثيا عالميا منذ العام 1986، أظهرت مقاطع فيديو التقطت عامي 2011 و2014 استخدام القوات الحكومية للقلعة كموقع حصين،كما تساقطت عشرات القذائف على كافة أرجاء القلعة مسببة فيها دمارا بالغا، ناهيك عن تسبب زخات الرصاص بعشرات الثقوب في جدران القلعة.

وحتى المسجد الأموي الذي يعتبر واحدا من أهم آثار سوريا الإسلامية، لم يسلم من الأذى، حيث انهارت مئذنته عام 2013 بسبب القصف المتواصل، ويعود عمر تلك المئذنة إلى عصر السلاجقة الأتراك ويبلغ طولها 50 مترا.

كما أدى القصف لحدوث شرخين كبيرين في جدار المسجد الشرقي.

وينطبق الأمر ذاته على جامع الخسروية الذي تم هدمه بالكامل، ولحق الدمار أيضا بالسراي الكبير الذي كان مقرا لحاكم حلب خلال الحقبة العثمانية.

وحتى الحمامات الشعبية التي تشتهر بها حلب نالها أيضا من الدمار نصيب، فحمام يلبغا الناصري الذي يعود للحقبة المملوكية تعرض لدمار واسع بسبب قصف أتى على أغلبه.

ويخشى عدد من المراقبين ومن خبراء الأثار أن يؤدي استمرار القتال في سوريا إلى فقدان مدينة كحلب لهويتها الحضارية والتاريخية بسبب التدمير المستمر والمتواصل لأثارها.