انطلق مهرجان الفجيرة الأول لمصارعة الثيران في السادس عشر من فبراير الجاري، على كورنيش الفجيرة بمشاركة لجنة تحكيم من سلطنة عمان.
ويعتبر المهرجان الأول من نوعه على مستوى إمارة الفجيرة الإماراتية، التي تنظم عصر كل يوم الجمعة ما يسمى بأسبوع "نطاح الثيران" في الميدان المخصص لها، والمسمى بـ"الرقعة" على كورنيش الإمارة.
وشارك في المصارعة عدد من الثيران القوية التي رباها أهل الفجيرة المشاركين لهذا الغرض منها نوع "النزّال".
وحضر جمع من المشاهدين، الذين احتشدوا حول الأسلاك العازلة التي تفصل حلبة الصراع عن الجمهور، حيث افترش بعضهم الأرض، واختار آخرون الجلوس داخل سياراتهم أو على ظهورها ليتسنى لهم الاستمتاع بالمشاهدة من مكان مرتفع يضمن لهم التقاط صور مميزة.
انطلقت الجولات تباعا وسط تحمس وفضول كبيرين من الحضور من مواطني الإمارة وزوّارها.
وبدأت الثيران المواجهة بدخول واحد من البوابة اليسرى للحلبة، والآخر من الجناح الأيمن لها، وكانا محاطين بالمدربين والمشرفين عليهما، وسط تصفيق وهتافات من الجمهور لإضفاء مزيد من الحماس على المتبارين.
بدأ النزال بمجرد تلاحم الثورين على ميدان المعركة، فتتالت النطحات، وتشابكت القرون طويلا، وجحظت الأعين.
وعلى مقربة من النزال، جلست لجنة خاصة يرأسها شخص يسمى "العقيد"، وتضم فريق الحجز بين الثيران المتصارعة عند انتهاء النزال، والذي يتشكل من ثمانية أو تسعة أشخاص داخل الحلبة.
وتتلخص مهمة فريق الحجز في الفصل بين الثيران عند انتهاء الوقت المحدد للمصارعة، وإعلان الفائز الذي يقرره "العقيد".
وشهد النزال إعلان عدد من الثيران الفائزة، بعد سقوط البعض وانسحاب أخرى، فتغنى الجمهور بالفائز منها كـ"السباح" و"الصاروخ" و" البطار" والمدفع ".
وأثناء العروض كانت تنبعث ضحكات الحضور، والتوبيخ أو التصفيق لنطحة قوية موجعة، ثم التغني بسلالات معروفة منها.
وفي نهاية فعاليات المهرجان تم توزيع العديد من الجوائز على أصحاب الثيران الفائزة التي قدمت عرضاً مميزاً.
وقال المصور من الفجيرة، سعيد محبوب جمعة علي إنه يحرص دائماً على التقاط صور لمثل هذه الألعاب الشعبية التي اشتهرت بها الفجيرة بوصفها "ذاكرة ثقافية تعود لزمن الأجداد".
وأضاف أن الاهتمام بهذه الظاهرة متناقل بين الناس أبّاً عن جد، نظراً لما "يعنيه فوز الثور المشارك من شهرة وسمعة لصاحبه" إضافة لتحقيق المتعة.