مسمار جديد دقته الصحافة الرقمية في نعش المطبوعات الورقية، فهاهي مجلة "نيوزويك" الأميركية تسدل الستار على 80 عاما كمجلة مطبوعة وتفتتح عصرها الرقمي.

المجلة الأميركية كشفت مؤخرا عن غلاف نسختها الأخيرة بالأبيض والأسود، وفيه يظهر مقرها الرئيسي في مدينة مانهاتن مع عبارة #Last Print Issue المستوحاة من نمط التغريدات في تويتر وفي ذلك إشارة إلى انتصار بمعركة جديدة للإعلام الرقمي على منافسه الورقي.

وستطل المجلة اعتبارا من عام 2013 على قرائها بصورة رقمية وباسم جديد "نيوزويك غلوبال" مستهدفة متصفحي الويب عبر مختلف المنصات الرقمية وفقا لما ذكرت رئيسة التحرير تينا براون.

وسبق "نيوزويك" مطبوعات أخرى منها ما أغلق بشكل كامل مثل مجلة "لوس أنجلوس تايمز" ومنها ما تحول إلى الصيغة الرقمية مثل مجلة الكمبيوتر الشهيرة "بي سي ماغازين".

وساهم في ازدهار الإعلام الرقمي انتشار الأجهزة اللوحية المخصصة لقراءة الكتب الإلكترونية مثل آيباد وكيندل من شركة أمازون التي غزت نمط الحياة اليومية للملايين، إضافة إلى التطبيقات المطورة خصيصا لقراءة الكتب الإلكترونية.

ويحتل حاليا تطبيق المجلة على آيباد بمتجر أبل للتطبيقات المركز الـ 45 لأكثر التطبيقات المجانية شعبية، الأمر الذي يشكل أساسا قويا لانتقال المطبوعة إلى العالم الرقمي ومحاولة التعافي من ديون وصلت إلى 40 مليون دولار سنويا رغم اندماجها مع موقع" ذا ديلي بيست" في 2010.

عاملان أساسيان ساهما في التحول الرقمي الذي نهجته "نيوزويك" وفقا لرأى الخبير في الإعلام الرقمي ومحرر موقع أريبيان بزنس، سامر باطر، أولهما تدني العائدات الإعلانية نتيجة لتحول جمهور القراء إلى الإنترنت ولحاق المعلنين بهم.

وثانيهما، عجز "نيوز ويك"، وفقا لتعبير باطر، عن تقديم محتوى أسبوعي تحليلي متميز عن الأخبار التقليدية الصرفة التي أصبح القارئ يجدها في ثوان على الإنترنت دون الحاجة إلى انتظار مجلة مطبوعة بشكل أسبوعي.

ورأى باطر أن المد الرقمي سيستمر إلى كل المطبوعات الورقية التي لا تراعي تقديم محتويات تحليلية معمقة تستهوي متابعي الصحافة المطبوعة وخاصة مع استمرار اتجاه القراء نحو المادة الرقمية.

لكن فريقا آخر لا يزال يرى طول العمر في الصحف المطبوعة، ويرى أنها بناء صلب سيظل لها عشاقها المخلصون، وأن العلاقة بينها وبين الصحافة الرقمية يجب أن تكون قائمة على التكامل وليس التنافس.