اعتمد المجلس التنفيذي لليونسكو يوم 18 ديسمبر يوما عالميا للغة العربية، في الدورة 190 للمجلس التنفيذي التي انعقدت بين الثالث وبين الثامن عشر من أكتوبر الجاري، في مقر المنظمة بباريس، بحسب موقع محيط.

وجاء في القرار الذي اقترحته كل من المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية، أن المجلس التنفيذي "يدرك ما للغة العربية من دور وإسهام في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته" وأن هذه اللغة "هي لغة اثنين وعشرين عضوا من الدول الأعضاء في اليونسكو وهي لغة رسمية في المنظمة ويتحدث بها ما يزيد عن 422 مليون عربي، ويحتاج إلى استعمالها أكثر من مليار ونصف من المسلمين".

كما ذكرت اليونسكو بضرورة التعاون على أوسع نطاق بين الشعوب من خلال التعدد اللغوي والتقارب الثقافي والحوار الحضاري بما ينسجم مع ما ورد في الميثاق التأسيسي للمنظمة.

وأثنى المجلس التنفيذي على القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والعشرين بتاريخ 18 كانون الأول 1973 القاضي باعتماد اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل المقررة في الجمعية العامة ولجانها الرئيسية.

وكانت إدارة الأمم المتحدة لشؤون الإعلام اعتمدت قرارا يوم 19 فبراير 2010 يقضي بالاحتفال بالأيام الدولية للغات الرسمية الست في الأمم المتحدة - والذي حدد 18 ديسمبر يوما عالميا للغة العربية، وهو اليوم الذي قررت فيه الجمعية العامة اعتماد العربية لغة رسمية وعمل لها قبل 37 عاما.

وجاء بالمذكرة الإيضاحية لليونيسكو، أن اللغة العربية هي أكثر اللغات تحدثا ضمن مجموعة اللغات السامية، وإحدى أكثر اللغات انتشارا في العالم، يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة، ويتوزع متحدثوها في الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي والسنغال وإرتيريا.

اللغة العربية ذات أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة مقدسة (لغة القرآن)، ولا تتم الصلاة (وعبادات أخرى) في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها.

العربية هي أيضا لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في الوطن العربي، كما كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.

وأثر انتشار الإسلام، وتأسيسه دولا، في ارتفاع مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغة السياسة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون، وأثرت العربية، تأثيرا مباشرا أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، كالتركية والفارسية والأمازيغية والكردية والأردوية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصة المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية.

العربية لغة رسمية في كل دول الوطن العربي إضافة إلى كونها لغة رسمية في تشاد وإريتيريا وإسرائيل، وهي إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة.

واللغة العربية من أغزر اللغات من حيث المادة اللغوية، فعلى سبيل المثال، يحوي معجم لسان العرب لابن منظور من القرن الثالث عشر أكثر من 80 ألف مادة، بينما في اللغة الإنجليزية فإن قاموس صموئيل جونسون، وهو من أوائل من وضع قاموسا إنجليزيا، في القرن الثامن عشر، يحتوي على 42 ألف كلمة.