ألقت التوترات السياسية الحالية في مصر بظلالها على حفل افتتاح المهرجان القومي السابع عشر للسينما المصرية، مساء الاثنين، بعد أن توقف المهرجان عامين منذ ثورة 25 يناير التي أنهت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وعقدت الدورة السادسة عشرة للمهرجان عام 2010 ثم توقف بسبب عدم الاستقرار السياسي في البلاد، إذ كان مقررا انعقاد الدورة الجديدة في منتصف يونيو الماضي ولكنها تأجلت بسبب اعتصام مثقفين وفنانين في وزارة الثقافة وإضراب فرق دار الأوبرا التي يقام بها المهرجان احتجاجا على تعيين وزير للثقافة قالوا إنه لا يمثلهم.
وافتتح المهرجان بعد يوم من اغتيال ملثمين لضابط الشرطة محمد مبروك - مسؤول ملف جماعة الإخوان المسلمين بقطاع الأمن الوطني في وزارة الداخلية- مساء الأحد أمام منزله في حي مدينة نصر بالقاهرة.
وقال وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب في افتتاح المرجان إن اغتيال مبروك "يؤكد الخسة والخيانة... نحن نواجه عدوا حقيقيا يستهدف الوطن" مضيفا أن مصر قادرة على تجاوز أزمتها الحالية بما تمتلكه من قوة ناعمة في مقدمتها السينما.
ويشارك في الدورة الجديدة التي تستمر 9 أيام 118 فيلما روائيا طويلا وقصيرا وتسجيليا.
والمهرجان مناسبة سنوية لعرض مجمل الإنتاج المصري من أعمال روائية طويلة وروائية قصيرة وتسجيلية وأفلام الرسوم المتحركة بهدف منح المتميز منها جوائز مالية، وتبلغ جوائز المهرجان 572 ألف جنيه مصري (نحو 83 ألف دولار).
ويتنافس في مسابقة الأفلام الطويلة 17 عملا منها (رسائل البحر) و(بنتين من مصر) و(زهايمر) و(عصافير النيل) و(ولد وبنت) و(واحد صحيح) و(عسل أسود) و(إكس لارج) و(تلك الأيام) و(لا تراجع ولااستسلام).
ويرأس كاتب السيناريو وحيد حامد لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، أما لجنة تحكيم مسابقة الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة والرسوم المتحركة فترأسها المخرجة شويكار خليفة.
وكرم المهرجان في حفل الافتتاح كلا من المخرج سعيد مرزوق والممثلة إلهام شاهين ومدير التصوير طارق التلمساني والناقد السينمائي علي أبو شادي، وصدر عن كل منهم كتاب تذكاري يستعرض السيرة الذاتية والفنية.
فيلم مصري ياباني
وعقب حفل الافتتاح عرض المهرجان الذي يرأسه المخرج سمير سيف الفيلم المصري الياباني (علي ضفاف النيل) الذي أخرجه الياباني كوناكاهيرا عام 1963 وشارك في بطولته المصريون كمال الشناوي وشادية ومحمود المليجي واليابانيون يوجيرو إشيكارا وإيزاومي إشيكاوا ويوجي أوداكا.
والفيلم الذي يعرض "لأول مرة" عن قصة وسيناريو نوبوو باماوا وكتب الحوار محمد أبو سيف ويحكي قصة رمزية لكفاح شعب يريد التحرر من الاستعمار ويدور الصراع بين الثوار الوطنيين وممثلي الاستعمار في عدد من المعالم الأثرية في مدينتي القاهرة والأقصر الجنوبية.
وتقام عروض المهرجان في مركز الإبداع الفني والمسرح الصغير بدار الأوبرا في القاهرة إضافة إلى مركز الإبداع بمدينة الإسكندرية الساحلية.