مئات الزوار من أنحاء مالي يتوافدون يوميا على جرف بمنطقة جبلية صغيرة في باماكو عاصمة مالي، من أجل رؤية "المعجزة".

ففي أعلى الجرف شجرة تتدلى جذورها على الجرف ويقول السكان إنها تشكل اسم النبي محمد بحروف اللغة العربية.

وقال رجل من الزوار يدعى ياكوبا كامارا "الجذور التي رأيتموها هنا شيء رباني لأن تلك الجذور على شكل كتابة باللغة العربية تعني مجد الله. لذلك يحضر كل هؤلاء الناس ليروها. هذا شيء رباني.. شيء غير عادي لأنه ليس من صنع بشر. هذه الجذور شكلت بأمر الله."

وكانت مجموعة من العمال اكتشفت الجذور عندما كانت تزيل النباتات من الجرف. وأشار عامل يعرف اللغة العربية إلى أن الجذور شكلها يماثل رسم اسم نبي الإسلام.

وانتشرت أنباء الجذور سريعا وصورها التلفزيون ليبدأ مئات الزوار يتوافدون على المكان يوميا.

وجاء اكتشاف الجذور في وقت تعاني فيه مالي من مصاعب عديدة الأمر الذي ساهم في إضفاء بعد ديني عليه.

وتواجه مالي تمردا انفصاليا في الشمال كما أدى انقلاب عسكري في الآونة الأخيرة إلى اضطرابات سياسية.
لكن المثقفين يقولون إن شكل الجذور ليس له أي مدلول ديني.

وذكر إدريسا ساماكا أستاذ الفلسفة أن شكل الجذور مس الوتر الديني الحساس عند الأهالي الذين يشعرون بالخوف من الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة ويحاولون التماس بريق من الأمل في العناية الإلهية.

وقال باماكا "أنا أرى جذورا والجذور لا تنمو في شكل مستقيم. الجذور يمكن أن تتخذ أشكالا مختلفة وفي هذه الأشكال يمكن قراءة المكتوب من زوايا مختلفة. لذلك أرى أنه أمر طبيعي تماما."

وأضاف "في ظل الصعوبات التي تواجهها مالي في الوقت الحالي.. الوضع الاقتصادي ومشكلة الأمن.. والصعوبات الاجتماعية والثقافية في مالي.. كل تلك المشاكل تثير حماس الناس عندما نحدث ظاهرة من هذا القبيل فيرحبون بها لأنهم يشعرون أن الله يستجيب لهم ويعتني بأمر مالي."

لكن الزوار لا يتوقفون عن الحضور يوميا إلى المكان ليشهدوا "المعجزة" التي يعتقدون أنها رسالة تنبيء بقرب انفراج الأزمة.