انطلقت في مدينة الصويرة الساحلية المغربية الدورة الخامسة عشرة لمهرجان غناوي الموسيقي. ويجذب المهرجان الذي تشارك فيه فرق من جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى وأوروبا وآسيا مئات الألوف من المغرب والخارج لمشاهدة العروض الموسيقية المتميزة كل عام، والتي يقدمها موسيقيون مهمشون في الغالب.
ويشجع المهرجان الذي يهتم بالحياة والموسيقى والثقافة الناس من مختلف الأديان والثقافات على حضوره والاستفادة من تجربة واحدة وفقا لما يقوله منظموه.
ويقول المغربي اندريه أزولاي رئيس جمعية الصويرة موكادور أن المهرجان فرصة للتشجيع على التكامل الثقافي.
وأضاف "اليوم.. نحتاج إلى روح الصويرة..ليس نحن المغاربة فقط ولكن العالم بأسره. علينا أن ننصت لها ليس فقط لأننا في الوطن أو لأننا في الصويرة. إنها رسالة انطلقت ان بوسعنا هنا الآن أن نقول لا.. أن نقاوم وأيضا أن نبتكر وأن نقترح. أتصور أن هذا يتجاوز العواطف التي نتشارك فيها أثناء تلك اللحظات الرائعة لأني أجد كل سنة أكثر سحرا من سابقتها. دعيت كل أنواع الموسيقى لتحفيز تفكيرنا."
ويدفع المهرجان موسيقيين أغلبهم فقراء إلى عالم الشهرة حيث يقدمهم لجمهور عريض من بوسطن إلى برلين.
واستضاف منظمو المهرجان هذا العام ولأول مرة منذ انطلاقه أول مرة منتدى بعنوان "حركات المجتمعات وحرية الثقافات" في مسعى لتشجيع حرية التعبير عبر الفنون.
وقال محمد نبيل بن عبد الله وزير الإسكان المغربي والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن الفن ليس محصنا من السياسة.
وأضاف "توجه لنا انتقادات كثيرة كسياسيين. لكن كيف تريدون ان نربح هذه المعركة اذا لم تكن هناك مصالحة حقيقية بين العالم الثقافي وبين العالم السياسي. إذا لم تكن هناك عودة للمثقفين والمثقفات إلى الفضاء السياسي.. إلى النضال على أرض الواقع من أجل دعم الأطراف السياسية التي ترفع هذا المشروع الذي يطمحون إليه."
وشاركت الممثلة المغربية لطيفة أحرار في المنتدى وقالت "لا يجب أن نحصر الفنان فقط في خلق إبداعاته ولكن أيضا كمفكر لما تعيشه المجتمعات ولكن أيضا كمتوجه إلى الجماهير المتعددة لأن الجمهور ليس جمهورا واحدا وأيضا لا أن تكون هناك وصاية أحد على أحد آخر لأنه يمكن أن نكون مختلفين ولكن ليس أننا يجب أن نكون مختلفين..نحن مختلفين."
وعادت الفنانة المالية اومو سانجاري التي كان أول ظهور لها في مهرجان الصويرة قبل عشر سنوات لدورة المهرجان هذا العام حيث قدمت أغنيات وتعاونت مع الموسيقي المغربي مصطفى باقبو في إسعاد الجمهور.
وقالت اومو سانجاري "طلبت من أصدقاء مالي وأصدقاء رجال ونساء مالي أن يدعوا الله من أجل تحرير بلادنا من المشكلات الزائفة التي تشهدها. أصر على أنها مشكلات زائفة. من يعاني من هذه المشكلات الزائفة. نحن الأمهات لأن النساء يعانين في شمال مالي. إنهم يقتلون الأطفال ويغتصبون النساء."
وأومو سانجاري ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق النساء منذ سنوات وعينت سفيرة نوايا حسنة لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في عام 2003.
وانطلق مهرجان غناوي الموسيقي العالمي في الصويرة بالمغرب يوم الخميس 21 يونيو، ويختتم في 24 يونيو.